قواعد إدارة الصفقات: دليل للمبتدئ

عندما تبدأ في عالم تداول الفوركس، من الضروري أن تكون لديك خطة إدارة واضحة قبل أن تفكر حتى في الدخول إلى أي صفقة. هذه الخطة هي ما سيحدد كيفية إدارة صفقاتك سواء كانت تسير في صالحك أو ضدك.

أهمية التخطيط المسبق

الدخول في صفقة يمكن أن يبدو سهلًا، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية إدارة الصفقة والخروج منها. كيفية اتخاذ القرارات بشأن الخروج من الصفقة ستحدد ما إذا كنت ستربح أو تخسر المال.

كن مثل توم

لنتحدث عن مثالين: توم وجيري. كلاهما قد يدخل نفس الصفقة، لكن نتائجهما يمكن أن تكون مختلفة تمامًا.

• توم: يمتلك خطة واضحة لإدارة الصفقة. لقد قرر مسبقًا كيف سيتصرف في حال سارت الصفقة في صالحه أو ضدّه. حتى لو تعرض للخسارة، يعرف متى يتوقف ويخرج بخسارة أقل. هذا هو السبب في أنه سيحقق ربحًا أو على الأقل سوف يتجنب خسائر كبيرة.

• جيري: لا يمتلك خطة على الإطلاق. إذا تحرك السعر بشكل مفاجئ ضدّه، لا يعرف ماذا يفعل، مما قد يؤدي إلى خسارة كبيرة وربما إلى محو حسابه. التخطيط المسبق هو المفتاح لتجنب مثل هذه المواقف.

إقرأ أيضا: كيف تربح في التداول المتأرجح؟ المبادئ والاستراتيجيات

كيفية إدارة الصفقات بفعالية

قبل أن تدخل في أي صفقة، يجب أن تكون قد قررت مسبقًا كيفية التصرف في كل نتيجة محتملة. يجب أن تكون مستعدًا لكل سيناريو ممكن، مما يساعدك على اتخاذ قرارات مدروسة بدلاً من التفاعل بشكل عشوائي أثناء تحرك السوق.

كن مثل سبوك

أنت بحاجة إلى التعامل مع التداول بشكل منطقي وبدون عواطف. اتخذ جميع القرارات اللازمة قبل الدخول في الصفقة. عندما تقرر الدخول، يجب أن تكون قد حددت مسبقًا أين ستضع وقف الخسارة، أين ستكون أهداف الربح، وهل ستقوم بتعقب وقف الخسارة، وأين قد تخرج من الصفقة مبكرًا إذا لزم الأمر. هذا يعني أنك لن تكون مضطراً لاتخاذ قرارات في لحظة التوتر، بل ستكون جميع خياراتك جاهزة مسبقًا.

التخطيط والإعداد للصفقة

كن مثل كيانو ريفز

تخيل أنك تتقمص شخصية كيانو ريفز. إذا تم سؤالك في أي وقت خلال الصفقة: "ماذا لو تحرك السعر في اتجاه معين؟ ماذا لو حدث كذا أو كذا؟" يجب أن تكون قادرًا على الإجابة بسرعة ودون تردد، لأنك قد قمت بتخطيط كافة السيناريوهات مسبقًا.

تأكد من أن قواعد إدارة الصفقات لديك جاهزة ومخططة بالكامل قبل أن تبدأ التداول. يجب أن تكون لديك خطة واضحة قبل أن تبدأ الصفقة، بحيث لا تجد نفسك تفكر في "ماذا أفعل الآن؟" أثناء التداول.

كيفية تحسين تداولك من خلال مراجعة الصفقات السابقة

تُعد عملية مراجعة الصفقات السابقة من الخطوات الأساسية التي يجب على كل متداول اتباعها لتحسين أدائه وفهم النقاط القوة والضعف في استراتيجياته. ببساطة، المراجعة يعني النظر إلى الوراء على الأحداث التي حدثت بالفعل في تداولاتك وتحليلها بعناية.

بعد انتهاء يوم التداول، قد يكون من المغري الاحتفال بنجاحك أو نسيان خسائرك بالخروج مع الأصدقاء والاستمتاع بوقتك. ولكن من الضروري أن تخصص بعض الوقت لمراجعة تداولاتك، سواء كانت ناجحة أم لا. هذه المراجعة ستساعدك على فهم ما قمت به بشكل صحيح وما يجب عليك تحسينه في المرات القادمة.

خطوات لمراجعة تداولك:

1. تحليل النتيجة:

• كيف كانت نتيجة تداولك؟ هل ربحت أم خسرت؟ هل كانت النتيجة تتوافق مع توقعاتك؟

2. تقييم حجم المركز:

• هل كان حجم المركز الذي اتخذته مناسباً لمستويات المخاطر والمكافآت التي توقعتها؟ هل كان كبيراً جداً أم صغيراً جداً؟

3. مستوى الدخول:

• هل كان بإمكانك الدخول عند مستوى أفضل؟ ما الأدوات أو المؤشرات التي كان بإمكانك استخدامها لتحسين توقيت دخولك؟

4. الصبر والانضباط:

• هل كنت صبوراً بما فيه الكفاية أثناء اتخاذ قراراتك؟ أم أنك تسرعت خوفاً من فقدان الفرصة؟

5. جني الأرباح ووقف الخسائر:

• هل كانت مستويات جني الأرباح ووقف الخسائر التي وضعتها واقعية؟ هل حقق السوق هذه المستويات أم تجاوزها؟ هل كانت هذه المستويات مبنية على تحليل دقيق أم على توقعات غير واقعية؟

6. الأخبار والمحركات السوقية:

• ما الأخبار أو الأحداث التي تسببت في حركة السوق بالطريقة التي لاحظتها؟ كيف كان تأثير هذه المحفزات على تداولك؟

من خلال الإجابة على هذه الأسئلة، يمكنك تحديد نقاط القوة والضعف في استراتيجياتك وتطوير خطة لتحسين تداولاتك في المستقبل. هذه العملية ستساعدك على تحسين حجم مراكزك، اختيار مستويات دخول أفضل، ووضع أوامر أكثر دقة. المراجعة التداولية ليست مجرد نشاط ثانوي، بل هى جزء أساسي من رحلة النجاح في التداول.

كيفية إدارة الصفقة بعد فتحها

إدارة الصفقة بعد فتحها هو جزء حيوي من نجاحك كمتداول. يجب أن تكون قادراً على مراقبة السوق بفعالية والتفاعل معه عند الضرورة.

إليك بعض النقاط التي يجب مراعاتها:

• مراقبة السوق: هل كنت قادراً على مراقبة السوق بفعالية أثناء تفعيل صفقتك؟ إذا كان الجواب نعم، فما الأدوات أو التقنيات التي استخدمتها؟ إذا كان الجواب لا، فما السبب؟ فهم هذه النقطة سيساعدك على تحديد مقدار الوقت والتفاني الذي يمكنك تخصيصه لتداولاتك.

• تعديل خطة التداول: هل قمت بتعديل خطة التداول الخاصة بك أثناء الطريق؟ على سبيل المثال، هل قمت بتعديل أمر وقف الخسارة لحماية الأرباح؟ أو هل قمت بجني الأرباح جزئياً في وقت معين؟ يجب أن تكون هذه القرارات مستندة إلى استراتيجيتك وليس إلى ردود فعل عاطفية.

• تنفيذ خطة التداول: هل أغلقت الصفقة بناءًا على خطة التداول الخاصة بك أم أن السوق فاجأك بطريقة ما؟ من المهم أن تتبع خطة التداول الخاصة بك بدقة لتجنب اتخاذ قرارات عاطفية قد تضر بتداولاتك.

من خلال مراجعة إجاباتك على هذه الأسئلة، ستتعلم مدى تأثير مشاعرك على قراراتك التداولية ومستوى انضباطك كمتداول. يمكن أن يساعدك تدوين أفكارك ومشاعرك على تحديد المشكلات العاطفية التي قد تؤثر على تداولاتك.

كيفية تحسين أداءك التداولى من خلال المراجعة

لتتحسن كمتداول فوركس، من الضروري أن تحدد خطوات محددة للتطوير الذاتى.

ما الذي يمكنك تحسينه وما الخطوات المحددة التي ستتخذها للتحسين؟

لا تكتف بعبارات عامة مثل "أحتاج إلى الاحتفاظ بأرباحي لفترة أطول" أو "أحتاج إلى تقليل خسائري بسرعة أكبر" أو "أحتاج إلى أن أكون أكثر انضباطاً". فهذه العبارات عديمة الفائدة بمفردها..

بدلاً من ذلك، حدد خطوات عملية ومحددة:

- كيف ستحتفظ بأرباحك لفترة أطول؟

- هل ستعمل على اختيار أهداف ربح أفضل؟

- هل ستتعلم إتقان استخدام مؤشرات مناسبة لك أكثر؟

- هل ستتعلم كيفية عدم الذعر عند أول علامة على انخفاض أرباحك غير المحققة؟

لا توجد إجابات صحيحة أو خاطئة في هذه العملية.

كن صادقاً مع نفسك بقدر الإمكان.

وكن محدداً.

وإلا، فلن تتحسن كمتداول فوركس.

- هل نفذت صفقتك وفقاً لخطة التداول الخاصة بك؟

لا تأخذ هذا السؤال باستخفاف.

فهو يّمس اهم عاملين في نجاحك كمتداول: الانضباط وخطة التداول.

نفذ صفقاتك دائماً وفقاً لخطة التداول الخاصة بك. إذا وجدت نفسك غير قادر على الالتزام بخطتك، فقد يكون لديك مشكلة في الانضباط الذاتي أو أن هناك مشكلة في خطة التداول نفسها. في كلتا الحالتين، من الضروري تحديد المشكلة وإصلاحها على الفور.

باتباع هذه الخطوات والمراجعة الدقيقة لأدائك، يمكنك تحسين مهاراتك كمتداول وضمان تنفيذ صفقات أكثر نجاحاً في المستقبل.

إحصائيات أداء التداول

كمتداول مبتدئ، من المهم أن تفهم كيفية تقييم أدائك في التداول وتحسين استراتيجياتك لتحقيق نتائج أفضل. بينما يمكن لصافي أرباحك أو خسائرك (total profit or loss) أن يقدم لمحة عامة عن أدائك، فإن الاحتفاظ بإحصائيات مفصلة سيساعدك على معرفة التفاصيل الدقيقة التي تؤثر على نجاحك أو فشلك.

في هذا الدرس، سنستعرض أهم إحصائيات الأداء التي يجب أن تحتفظ بها لتحليل نظام التداول الخاص بك وتحسينه.

1. صافي الربح:

صافي الربح (Net Profit) هو إجمالي الربح ناقص الخسائر والمصاريف. تشمل هذه المصاريف تكلفة المعدات، العمولات، وتكاليف أخرى. ببساطة، يعكس صافي الربح مقدار زيادة أو نقصان حسابك في أي وقت معين بعد خصم تكاليف التداول.

2. نسبة الفوز (%):

نسبة الفوز هي عدد الصفقات الرابحة مقسومًا على العدد الإجمالي للصفقات. توضح هذه النسبة مدى تكرار نجاحك في تحقيق الأرباح من الصفقات التي تقوم بها.

3. نسبة الخسارة (%):

نسبة الخسارة هي عدد الصفقات الخاسرة مقسومًا على العدد الإجمالي للصفقات. تساعدك هذه النسبة على فهم مدى تكرار خسارتك في التداول.

4. أكبر صفقة رابحة:

يتم إزالة أكبر صفقة رابحة من حساب "متوسط الربح". هذا ليس ضروريًا، ولكنه يعطي نظرة أكثر دقة لأدائك إذا كانت هناك صفقة رابحة غير عادية بشكل كبير.

5. أكبر صفقة خاسرة:

يتم إزالة أكبر صفقة خاسرة من حساب "متوسط الخسارة". مرة أخرى، هذا ليس ضروريًا، ولكنه يوفر نظرة أدق إذا كانت هناك خسارة غير عادية بشكل كبير.

6. متوسط الصفقة الرابحة:

يتم حساب متوسط الربح لكل صفقة رابحة عن طريق تقسيم إجمالي الربح من جميع الصفقات الرابحة على عدد الصفقات الرابحة.

7. متوسط الصفقة الخاسرة:

يتم حساب متوسط الخسارة لكل صفقة خاسرة عن طريق تقسيم إجمالي الخسارة من جميع الصفقات الخاسرة على العدد الإجمالي للصفقات الخاسرة.

قد يهمك: أفضل حلول التداول الناجح : نسخ صفقات التداول

8. نسبة العائد لكل صفقة:

نسبة العائد لكل صفقة هي متوسط الصفقة الرابحة ناقص متوسط الصفقة الخاسرة. تساعدك هذه النسبة على فهم العائد الذي تحققه لكل صفقة.

9. متوسط وقت الاحتفاظ لكل صفقة:

يتم حساب متوسط وقت الاحتفاظ لكل صفقة عن طريق تقسيم إجمالي وقت الاحتفاظ لجميع الصفقات على عدد الصفقات.

10. الربح/الخسارة من الصفقات الطويلة مقابل الصفقات القصيرة:

تساعدك هذه الإحصائية في تحديد أنواع الصفقات أو بيئات التداول التي تحقق فيها أداءً جيدًا.

11. أكبر عدد من الخسائر المتتالية:

تساعدك هذه الإحصائية في تحديد أكبر تراجع (drawdown) تعرضت له حتى الآن، مما يساعدك على فهم أسوأ السيناريوهات التي واجهتها.

12. متوسط عدد الخسائر المتتالية:

تساعدك هذه الإحصائية في تحديد متوسط التراجع والسيطرة على المخاطر القصوى المحتملة.

13. أقصى تراجع:

أقصى تراجع هو أسوأ فترة "من الذروة إلى القاع" في أداء نظام التداول الخاص بك. يعكس مدى الخسائر التي قد تواجهها في أسوأ الحالات.

14. توقعات التداول:

توقعات التداول هي متوسط المبلغ الذي يمكن أن تتوقع ربحه (أو خسارته) لكل صفقة. يتم حسابه بضرب نسبة الخسارة في متوسط الخسارة وطرحها من نسبة الربح مضروبة في متوسط الربح. تساعدك هذه الإحصائية في تحديد حجم المركز الصحيح ومدى ربحية استراتيجيتك في التداول.

15. تتبع المشاعر والأخطاء:

لا يمكن تتبع حالتك النفسية كإحصائية، ولكن يجب عليك تسجيلها على أي حال. تتبع مشاعرك سيساعدك على تجنب التداول خلال الأوقات المحبطة. على سبيل المثال، عندما تستيقظ بعد حدث إخباري نسيت أمره ويدفع السوق للتحرك بسرعة، ثم تحاول مطاردته، لكن يحدث تعطل في الكمبيوتر أو انقطاع في الكهرباء. في هذه الحالة، قد تكون في حالة مزاجية سيئة، لذا قد يكون التداول بقية اليوم فكرة سيئة.

وهكذا، قد تكون المشاعر والأخطاء جزءًا هامًا من تحليل أدائك، حيث يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قراراتك.

أهمية تحليل الإحصائيات:

الاحتفاظ بهذه الإحصائيات يساعدك على مقارنة وتحليل أدائك على مدار فترة زمنية محددة. على سبيل المثال، يمكنك إجراء مراجعة سنوية لأدائك التداولي. من خلال تحليل هذه الإحصائيات، يمكنك تحديد الأخطاء المتكررة والعمل على تحسين استراتيجياتك لتجنبها مستقبلاً.

أيضًا الهدف الرئيسي من جمع وحساب هذه الإحصائيات هو زيادة توقعاتك (النقاط أو الدولارات المكتسبة لكل صفقة)، وتحديد حجم المركز الصحيح لكل صفقة، وتحديد ظروف التداول الأنسب لك. من خلال فهم هذه العوامل، يمكنك تحسين أدائك كتاجر وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.