الملخص
هناك علاقة وثيقة ومعقدة بين سعر النفط والدولار الأمريكي. منذ أن أصبح الدولار العملة الرئيسية في تسعير النفط عالمياً، تطورت هذه العلاقة بشكل ملحوظ مع تغير المشهد الاقتصادي العالمي. في هذا المقال، نستكشف التحول الجذري في العلاقة التاريخية بين هاتين السلعتين الاستراتيجيتين، ونسلط الضوء على كيف أدى التطور التكنولوجي في صناعة النفط الأمريكية إلى إعادة تشكيل هذه العلاقة بشكل جوهري.
تاريخيًا، كان هناك علاقة عكسية بين سعر النفط وسعر الدولار الأمريكي. عندما يكون سعر الدولار مرتفعًا، يكون من الأسهل شراء النفط بقيمة أقل من الدولار. وعندما يكون سعر الدولار منخفضًا، ترتفع تكلفة شراء النفط بالدولار.
تفسير العلاقة بين الدولار الأمريكي والنفط:
- أغلب النفط في العالم يُسعر بالدولار الأمريكي. لذلك، عندما تكون قيمة الدولار قوية، تحتاج إلى دولارات أقل لشراء برميل نفط. وعندما يضعف الدولار، يتطلب الأمر دولارات أكثر لشراء نفس الكمية من النفط.
- الولايات المتحدة كانت في الماضي مستوردًا صافيًا للنفط، مما يعني أنها كانت تحتاج إلى إرسال دولارات كثيرة لشراء النفط من الخارج. ومع ارتفاع أسعار النفط، كانت تزداد حاجة الولايات المتحدة إلى مزيد من الدولارات مما يزيد من عجز الميزان التجاري الأمريكي.
ما تزال الفرضية الأولى صحيحة حتى اليوم، أما الثانية... فقد تغيرت الأمور.. مع تطور تقنيات مثل الحفر الأفقي والتكسير الهيدروليكي، زاد إنتاج النفط داخل الولايات المتحدة بشكل كبير.
في الواقع، أصبحت الولايات المتحدة مُصدراً صافياً للمنتجات البترولية المكررة في عام 2011، وأصبحت الآن أكبر منتج للنفط الخام متجاوزة السعودية وروسيا!
تعرف على الخطوات في دليلنا المفصل حول استراتيجية التداول بالفائدة (Carry Trade)
وفقًا لإدارة معلومات الطاقة (EIA)، أصبحت الولايات المتحدة الآن مكتفية ذاتيًا بنسبة حوالي 90% من حيث إجمالي استهلاك الطاقة. مع زيادة صادرات النفط الأمريكية، انخفضت الواردات. وهذا يعني أن ارتفاع أسعار النفط لم يعد يساهم في زيادة العجز التجاري الأمريكي، بل يساعد في تقليله.
هذا التغيير جعل العلاقة العكسية بين أسعار النفط والدولار أقل استقرارًا مما كانت عليه في الماضي.
على مدار السنوات الثماني الماضية، كان معامل الارتباط المتحرك لمدة 6 أشهر سلبيًا في الغالب، لكن بدأ ذلك يتغير.
إذا أخذنا في الاعتبار الديناميات الجديدة لسوق الطاقة العالمي، لن يكون من المفاجئ أن نشهد تحول هذا الارتباط السلبي التاريخي إلى منطقة إيجابية لفترات أطول.
إذ يبدو أن العلاقة بين النفط والولايات المتحدة تتغير، مما يعكس الدور المتنامي لها في صناعة النفط العالمية.
لمزيد من التفاصيل، إطلع على مقالنا عن طريقتان لتداول الأخبار في سوق الفوركس
هل يصبح الدولار عملة نفطية؟ وهو مصطلح يُطلق على عملات دول مثل كندا وروسيا والنرويج التي تُصدر كميات كبيرة من النفط بحيث تشكل عائدات النفط جزءًا كبيرًا من اقتصادها.
لقد أصبحت الولايات المتحدة الآن المنتج المرجح للنفط، مما يعني أن مستويات إنتاجها لها التأثير الأكبر على أسعار النفط العالمية. قبل ثورة النفط الصخري، كانت السعودية هي من تلعب هذا الدور.
قد تبدأ الولايات المتحدة في التصرف مثل العملات النفطية في السنوات القادمة. مع استمرار الولايات المتحدة في زيادة حصة صادرات النفط على حساب الواردات، ستلعب عائدات النفط دورًا أكبر في الاقتصاد الأمريكي، وقد يبدأ الدولار الأمريكي في التصرف مثل العملة النفطية حقًا... بمعنى أنه عندما ترتفع أسعار النفط، ترتفع العملة أيضًا.
فهم سبب تداول الدولار بشكل عكسي تاريخيًا مع أسعار النفط، ولماذا ضعف هذا الارتباط مؤخرًا، يمكن أن يساعد المتداولين في اتخاذ قرارات تداول أكثر استنارة مع استمرار تطور الاقتصاد العالمي.
الخاتمة
لقد شهدنا تحولاً جذرياً في العلاقة بين النفط والدولار الأمريكي، مدفوعاً بالتغيرات التكنولوجية والاقتصادية في السوق العالمية. مع تحول الولايات المتحدة إلى قوة نفطية عالمية، بدأنا نرى علامات على تغير نمط العلاقة التاريخية العكسية بين الدولار وأسعار النفط. هذا التحول يفتح آفاقاً جديدة للمتداولين والمستثمرين، ويتطلب منهم إعادة تقييم استراتيجياتهم التداولية في ضوء هذه المتغيرات الجديدة.
يمكن استخدام الحروف العربية والانجليزية والأرقام وعلامات الترقيم فقط
رقم الهاتف من 10 الى 15 رقم