الملخص
موجات إليوت (Elliott Wave) هي شكل من أشكال التحليل الفني الذي تم تطويره من قبل شخص لاحظ أن الأسواق المالية تتحرك في أنماط متكررة بسبب علم النفس الجماعي الذي يعتمد على الجشع والخوف . في الأيام القديمة من عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كان هناك عبقري مجنون ومحاسب محترف يدعى رالف نيلسون إليوت. من خلال تحليل دقيق لـ 75 عامًا من بيانات الأسهم، اكتشف إليوت أن الأسواق المالية، التي كان يُعتقد أنها تتصرف بشكل فوضوي إلى حد ما، هى في الواقع ليست كذلك .
عندما بلغ إليوت سن الـ 66، جمع أخيرًا ما يكفي من الأدلة (والثقة) لمشاركة اكتشافه مع العالم. حيث قام بنشر نظريته في كتاب بعنوان "مبدأ الموجة" (The Wave Principle).
أوضح السيد إليوت أن الأسواق المتجهة تتحرك وفقاً لنمط معين من الموجات يسمى نمط الموجة 5-3.
الجزء الأول من هذا النمط يتكون من 5 موجات ويسمى "الموجات الاندفاعية" (impulse waves).
أما النمط الثاني فيتكون من 3 موجات ويُطلق عليه "الموجات التصحيحية" (corrective waves).
في الموجات الاندفاعية، نجد أن الموجات 1 و3 و5 تسير مع الاتجاه العام للسوق، بينما الموجتين 2 و4 تقومان بعملية تصحيحية للحركة.
من المهم عدم الخلط بين الموجتين 2 و4 وبين نمط التصحيح ABC الذي سنتحدث عنه لاحقًا (سنتناوله في الدرس القادم)!
لتوضيح الأمر بشكل أفضل، ألق نظرة على نمط الموجة الاندفاعية المكون من 5 موجات، فى هذه الصورة:
قد يبدو الأمر مشوشًا بعض الشيء. دعنا نضيف بعض الألوان إلى هذه الصورة:
يبدو الأمر أسهل إذا قمنا بتلوين كل موجة مع عدد موجاتها. أليس كذلك؟
إليك وصفًا مختصرًا لما يحدث خلال كل موجة.
سنستخدم الأسهم في مثالنا لأن السيد إليوت استخدمها، ولكن هذا لا يهم حقًا. يمكن تطبيقه بسهولة على العملات، أو السندات، أو الذهب، أو النفط، أو أي أصل مالى متداول. المهم فى الأمر، أن نظرية موجات إليوت يمكن تطبيقها أيضًا على سوق الفوركس.
إقرأ أيضا: كيفية تداول الفوركس باستخدام موجات إليوت
الموجة الأولى
يُشير تشكيل «الموجة 1» إلى أن الاتجاه السابق قد انتهى وبدأ اتجاه جديد.
إذا كان الاتجاه السابق هبوطيًا، فسيتجه الآن إلى الأعلى. (وإذا كان الاتجاه السابق صعوديًا، فسيتجه الآن إلى الأسفل).
عادتًا ما يكون سبب ذلك هو عدد قليل نسبيًا من الأشخاص الذين شعروا فجأة (لأسباب متعددة، حقيقية أو متخيلة) بأن سعر السهم رخيص، لذا يعتبرونه الوقت المثالي للشراء. مما يؤدي إلى ارتفاع السعر.
في البداية، قد يكون من الصعب التعرف على الموجة الأولى، خاصة إذا كان الاتجاه السابق هبوطيًا وما زالت معنويات السوق سلبية.
الموجة الثانية
تُمثل «الموجة 2» أول تصحيح للموجة الأولى، لكنها تتحرك في اتجاه الاتجاه السابق. في هذه المرحلة، يشعر بعض المتداولين الذين كانوا في الموجة الأولى بأن السعر قد ارتفع بشكل كبير (وإعتبار السهم أصبح مبالغًا في قيمته)، لذا فقد أتى الوقت المناسب لجني الأرباح، مما يؤدي إلى تراجع السعر.
ولكن، هذا التراجع لا يصل إلى المستويات الدنيا السابقة قبل أن يصبح السعر جذابًا للشراء مرة أخرى. من المهم أن تعرف كقاعدة عامة، أن الموجة الثانية لا يجب أن تتراجع بأكثر من طول الموجة الأولى بأكملها.
الموجة الثالثة
تُعتبر «الموجة 3» هى الأقوى والأطول بين الموجات. هنا، يبدأ الأصل بجذب انتباه عدد كبير من المتداولين. في هذه المرحلة، يدرك معظم المتداولين أن الاتجاه السابق قد انتهى ويبدأون في اتباع الاتجاه الجديد.
مع انتشار الأخبار حول الأصل، يزداد عدد المشترين، مما يدفع السعر للصعود بشكل مستمر. غالبًا ما تتجاوز الموجة الثالثة القمة التي سجلتها الموجة الأولى. إذا كان السوق في اتجاه صاعد، يرتفع السعر بسرعة خلال هذه الموجة. أما في السوق الهابط، يحدث العكس.
قد يهمك: التحليل الأساسي مقابل التحليل الفني في الفوركس
الموجة الرابعة
كما ذكرت، «الموجة 4» هي موجة تصحيحية، مما يعني أنها تعكس اتجاه السوق قليلاً، وتشير إلى أن الجزء الأقوى من الحركة قد انتهى.
خلال هذه المرحلة، يقوم المتداولون بجني الأرباح لأنهم يرون أن الأصل أصبح مرتفع السعر مرة أخرى. عادتًا ما تكون الموجة الرابعة صعبة التعرف عليها وقد تستغرق وقتًا لتكتمل، ولكن يجب ألا تكون أطول من الموجة الثالثة.
تكون هذه الموجة عادتًا ضعيفة لأن العديد من المتداولين ما زالوا متفائلين بشأن السهم ويريدون الشراء عندما ينخفض السعر قليلاً.
الموجة الخامسة
تُعد «الموجة 5» هي الأخيرة في الاتجاه الحالي. في هذه المرحلة، يكون معظم الناس قد لاحظوا الأصل ويبدأون في الشراء بدافع العاطفة أكثر من العقلانية.
خلال هذه المرحلة، تجد العديد من المبررات لشراء الأصل، حتى لو كانت غير منطقية. الموجة الخامسة تمثل آخر موجة من الشراء قبل أن يبدأ اتجاه جديد. عندما تنتهي هذه الموجة، يبدأ السعر بفقدان الزخم ويصبح الأصل مبالغًا في سعره.
هنا، يبدأ المتداولون الذين يتوقعون انعكاس الاتجاه في بيع الأصل على المكشوف، مما يؤدي إلى ظهور نمط تصحيحي جديد يُعرف بنمط ABC.
الموجات الاندفاعية الممتدة (Extended Impulse Waves):
أحد المفاهيم المهمة في نظرية موجات إليوت هو أن واحدة من الموجات الاندفاعية الثلاث (الموجة الأولى أو الثالثة أو الخامسة) تكون دائمًا أطول من الأخريين.
بمعنى آخر، هناك دائمًا موجة تمتد لفترة أطول (الموجة الممتدة). وفقًا لإليوت، كانت الموجة الخامسة هي الموجة التي تمتد غالبًا. ومع مرور الوقت، بدأ العديد من المتداولين في اعتبار الموجة الثالثة هي الموجة الممتدة في أغلب الأحيان.
بعد انتهاء الاتجاه المكون من 5 موجات، يأتي دور التصحيح من خلال حركة معاكسة تتكون من 3 موجات. في هذه المرحلة، نستخدم الأحرف بدلًا من الأرقام لتتبع عملية التصحيح.
على سبيل المثال، إليك نمط تصحيحي مكون من 3 موجات يحدث بعد الاتجاه الصاعد.
إقرأ أيضا: سلاح احتراف الربح في التداول : التحليل الفنى في الفوركس
على الرغم من أننا استخدمنا سوقًا صاعدًا كمثال رئيسي، فإن نظرية موجات إليوت تعمل أيضًا في الأسواق الهابطة. يمكن أن يظهر نمط الموجة 5-3 في هذه الحالة كما يلي:
أنواع أنماط الموجات التصحيحية
وفقًا لإليوت، هناك 21 نمطًا تصحيحيًا لنمط ABC، تتراوح بين البسيط والمعقد.
قد يبدو الرقم 21 كبيرًا ومعقدًا، لكن لا تقلق، فالأمر أبسط مما تتوقع. لا تحتاج إلى حفظ كل هذه الأنماط، لأن جميعها مبنية على ثلاثة تشكيلات أساسية بسيطة وسهلة الفهم.
لنلقِ نظرة على هذه التشكيلات الثلاثة. الأمثلة التالية تنطبق على الاتجاهات الصاعدة، ولكن يمكنك عكسها إذا كنت تتعامل مع اتجاه هابط.
التشكيل المتعرج (Zig-Zag Formation):
التشكيلات المتعرجة هي حركات سعرية حادة تتعارض مع الاتجاه السائد. عادة ما تكون الموجة B أقصر من حيث الطول مقارنة بالموجتين A وC.
يمكن أن تحدث هذه التشكيلات المتعرجة مرتين أو حتى ثلاث مرات في التصحيح (2 إلى 3 تشكيلات متعرجة متصلة ببعضها البعض).
كما هو الحال مع جميع الموجات، يمكن أن تتجزأ كل موجة ضمن التشكيل المتعرج إلى نمط مكون من 5 موجات.
مقال ذا صلة: كيف يدير وسطاء الفوركس المخاطر: (تنفيذ الـ STP)
التشكيل المسطح (Flat Formation):
التشكيلات المسطحة هي موجات تصحيحية تتحرك بشكل جانبي.
في التشكيلات المسطحة، تكون أطوال الموجات عادة متساوية، حيث تقوم الموجة B بعكس حركة الموجة A وتقوم الموجة C بعكس حركة الموجة B.
نقول "عادة" لأن الموجة B يمكن أن تتجاوز أحيانًا بداية الموجة A.
تشكيل المثلث (Triangle Formation):
تشكيلات المثلث هي أنماط تصحيحية تكون محصورة بين خطوط اتجاه متقاربة أو متباعدة.
يتألف هذا النمط من 5 موجات تتحرك بشكل جانبي وتخالف الاتجاه الرئيسي. ويمكن أن تكون هذه المثلثات متناظرة، أو هابطة، أو صاعدة، أو متسعة.
هذه التشكيلات الثلاثة هي الأساس لفهم الأنماط التصحيحية في نظرية موجات إليوت، وهي أدوات قوية تساعدك على تحليل تحركات السوق واتخاذ قرارات تداول مدروسة.
بينما قد تبدو حركة الأسعار فوضوية، وجد إليوت نظامًا منتظمًا خلف تلك الفوضى. وهذا ما يجعل نظريته رائعة.
بالطبع، مثل جميع العباقرة المجانين، كان عليه أن يطلق اسمًا مميزًا على ملاحظاته، فأطلق على هذه النظرية اسم "نظرية موجات إليوت" (The Elliott Wave Theory).
نقدم لك الآن أفضل شركات تداول مناسبة جدا لتحقيق المزيد من الأرباح بكل يقين وتأكيد عبر الانترنت. ننصح ان لا تقوم بايداع اي اموال انت بحاجة لها وان لا تبدأ بمبالغ أكثر من 200$ الى 700$.
توفر هذه الشركات حسابات تداول اسلامية مع امكانية حصولك على بونص عند التسجيل قبل سحب وايداع أرباحك في المرة الأولى.
1:200
% 0.0
0 مجموع التعليقات
1:500
% 0.0
10 مجموع التعليقات
1:20
% 30.0
2 مجموع التعليقات
1:30
% 30.0
0 مجموع التعليقات
1:200
% 0.0
0 مجموع التعليقات
ما هي الكسور؟
ببساطة، الكسور هي هياكل يمكن تقسيمها إلى أجزاء، وكل جزء منها هو نسخة مماثلة جدًا للكل. يحب علماء الرياضيات أن يطلقوا على هذه الخاصية اسم "التشابه الذاتي" (self-similarity).
لن تحتاج للذهاب بعيدًا للعثور على أمثلة للكسور. فهي موجودة في كل مكان في الطبيعة! قوقعة البحر هي كسر. ندفة الثلج هي كسر. السحابة هي كسر. حتى البرق هو كسر.
ولكن قبل أن نتعمق في موجات إليوت، عليك دوما أن تفهم الكسور وتتعامل معها بشكل جيد.
الخاتمة
نظرية موجات إليوت، بما تقدمه من رؤية فريدة لحركة الأسواق، تظل أداة قيمة في جعبة المحلل الفني. رغم تعقيدها الظاهري، فإنها تقدم إطارًا منظمًا لفهم سلوك السوق وتوقع الاتجاهات المستقبلية. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن نظرية موجات إليوت ليست وصفة سحرية للنجاح في التداول، بل هي أداة يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع أدوات التحليل الأخرى وإدارة المخاطر السليمة. كما هو الحال مع أي نظرية في الأسواق المالية، فإن الممارسة والخبرة هما المفتاح لاستخدامها بفعالية. مع استمرار تطور الأسواق، ستظل نظرية موجات إليوت موضوعًا للدراسة والتطبيق، مما يؤكد على أهميتها المستمرة في عالم التحليل الفني.