الملخص

يعتبر موضوع استراتيجيات الاستيعاب الداخلي لدى وسطاء الفوركس أمرا بالغ الأهمية لفهم كيفية إدارة المخاطر وتقديم أسعار تنافسية للعملاء. هذه الاستراتيجية تسمح للوسطاء بالتحوط من المخاطر السوقية عن طريق مقابلة الصفقات المتقابلة لبعضها البعض بدلا من إرسالها جميعا إلى مزودي السيولة.
في هذا المقال، سنناقش مفهوم الاستيعاب الداخلي بالتفصيل، وندرس كيف يستخدمه وسطاء الفوركس لإدارة المخاطر وتقديم أسعار أفضل للعملاء. كما سنقارن بين تنفيذ دفتر التداول A-Book والاستيعاب الداخلي، ونستكشف الفوائد والمخاطر المرتبطة بكل منهما.

بالنسبة لوسطاء الفوركس، تعتبر استراتيجيات الاستيعاب الداخلي (Internalization) أمرًا مهمًا يسمح لهم بإدارة المخاطر ذاتيًا وتقديم أسعار تنافسية لعملائهم. ذلك أنهم يستخدمون تجميع الصفقات لتقليل التكاليف وتجنب الإشارات غير المرغوب فيها لمزودي السيولة، وهذا يساعدهم في تقديم أسعار أكثر تنافسية للعملاء وتحسين تنفيذ الأوامر.

 

من خلال فهم كيفية جمع الوسطاء للأوامر والتحوط من المخاطر بهذه الاستراتيجية، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات مستنيرة عند اختيار الوسيط واستراتيجية التداول.

لذا، في هذه الدرس، سنتناول مفهوم "الاستيعاب أو التحوط الداخلي" ونستكشف كيف يجمع وسطاء الفوركس الأوامر من الصفقات المتقابلة ويتحوطون من المخاطر المتبقية.

ما هي عملية الاستيعاب الداخلي (Internalization)؟

عند تنفيذ دفتر التداول A-Book (أو المعالجة المباشرة STP)، يدير الوسيط المخاطر لكل صفقة على حدة.

لكن ماذا يحدث إذا فتح متداول صفقة شراء لزوج العملات (GBP/USD)، وفتح متداول آخر صفقة بيع لنفس الزوج في الوقت نفسه تقريبًا؟

بدلاً من أن يقوم الوسيط الذي يعمل بدفتر A-Book بالتحوط من كل صفقة على حدة مع مزود السيولة، لماذا لا يمكنه أن يُلغي المخاطر الناتجة عن الصفقات المتقابلة بعضها البعض؟

في الحقيقة، يمكنه ذلك. بدلاً من إدارة المخاطر لكل صفقة على حدة، يمكن للوسيط جمع صفقات العملاء التي تحتوي على نفس زوج العملات.

تُعرف هذه العملية بجمع الصفقات بـ "الاستيعاب الداخلي".

إقرأ المزيد من خلال: كيف يدير وسطاء الفوركس المخاطر: (تنفيذ الـ STP)

content image

على سبيل المثال، قد يشتري بعض العملاء زوج العملات (GBP/USD)، بينما يبيع آخرون نفس الزوج. حيث تختلف آراء المتداولين، قد تحدث حالات يمكن فيها "مزاوجة" أو "مقابلة" الصفقات المتضادة مع بعضها البعض.

عندما يطابق الوسيط صفقة عميل مع صفقة عميل آخر، فإنه يزيل المخاطر السوقية بطريقة مشابهة للتحوط من الصفقة مع مزود سيولة خارجي.

وبما أن الوسيط لا يرسل الصفقات إلى مزود السيولة، فإنه يوفر المال بعدم الاضطرار للتعامل مع مزود السيولة ودفع الفارق السعري (السبريد).

يمكن للوسيط جمع جميع صفقات شراء وبيع الزوج (GBP/USD) ومقابلتها ضد بعضها البعض.

لهذا السبب، يرغب وسطاء الفوركس في وجود قاعدة عملاء كبيرة. فكلما زادت قاعدة العملاء، زادت الصفقات التي تحدث، مما يعني زيادة احتمال التوازن بين الصفقات.

نظرًا لأن التعامل مع مزودي السيولة يكلف مالًا (بسبب السبريد)، فإن ذلك يساعد الوسيط في توفير المال.

على سبيل المثال، يمكن للوسيط أن يرى في سجلاته أن لديه إجمالي 10 ملايين وحدة من صفقات شراء زوج (GBP/USD) و8 ملايين وحدة من صفقات بيع (GBP/USD).

10 ملايين شراء - 8 ملايين بيع = صافي 2 مليون عملية شراء

الفرق سيترك للوسيط مركز صافي بقيمة 2 مليون وحدة من زوج (GBP/USD).

هذا الفرق المتبقي هو ما يُسمى بـ "المخاطر المتبقية"، لأنها ما يتبقى بعد تعويض جميع الصفقات المتقابلة. ويجب على الوسيط أن يقرر كيف يدير هذه المخاطر.

أى كان ما يتبقى فإنه يعرض الوسيط حرفياً لمخاطر السوق، ولهذا يُطلق عليه المخاطر المتبقية (residual risk).

إقرأ أيضا: كيفية إدارة وسيط الفوركس لمخاطره (دفتر C-Book)

خيارات إدارة المخاطر المتبقية

الآن يجب على الوسيط أن يقرر كيفية إدارة هذه المخاطر المتبقية. لذا لديه خياران:

  1. قبول المخاطر (عدم القيام بأي شيء).
  2. نقل المخاطر (يقوم بالتحوط لتقليل المخاطر).

مثال¹: تنفيذ دفتر التداول (A-Book) مقابل عملية الاستيعاب الداخلي (توازن كامل فى الصفقات):

لنفترض أن إلسا تشتري وأرييل يبيعان نفس الكمية من نفس زوج العملات (GBP/USD) في نفس الوقت.

في هذه الحالة، يفضل الوسيط نقل مخاطر السوق إلى مزود السيولة. أسعار مزود السيولة تكون مضاف إليها زيادة قدرها 0.0011 أو 1 نقطة.

لنرى الفرق بين تنفيذ دفتر التداول A-Book واستراتيجية الاستيعاب الداخلي:

تنفيذ دفتر A-Book

content image

إذا اختار الوسيط تنفيذ دفتر التداول A-Book، فسيدفع فرق السعر (السبريد) لمزود السيولة. في هذه الحالة، ستكون الأرباح أو الخسائر مقارنة بمزود السيولة كما يلي:

(1.2007 - 1.2010) × 1,000,000 = -300 دولار أمريكي

عملية الاستيعاب الداخلي (Internalization)

content image

أما إذا استفاد الوسيط من حقيقة أن الصفقات تمت في نفس الوقت ولم يتعامل مع مزود السيولة، فإنه لن يدفع هذا الفارق.

لكن، إذا لم تكن الصفقات متوازنة بالكامل، فإن الوسيط قد يتعرض لمخاطر السعر التي قد تؤدي إلى خسائر.

عندما تكون أوامر العملاء التي يتلقاها الوسيط يمكن أن تعوض بعضها البعض جزئيًا، يظل لدى الوسيط مركز صافي أصغر بكثير، مما يجعله أقل تعرضًا لمخاطر السوق.

كما سبق وذكرنا، تُعرف هذه المخاطر بـ "المخاطر المتبقية".  يمكن للوسيط إدارة هذه المخاطر المتبقية بطريقتين:

  1. نقل المخاطر: عن طريق تنفيذ صفقة تحوط مع مزود سيولة.
  2. قبول المخاطر: وإدارتها داخليًا ضمن النظام الخاص بالوسيط.

نقدم لك الآن أفضل شركات تداول الفوركس والعملات الرقمية أفضل مواقع شركات البورصات والتداول. مناسبة جدا من أجل تحقيق المزيد من الأرباح بكل ثقة.
توفر هذه الشركات حسابات اسلامية حقيقية مع امكانية سحب وايداع مرنة لكافة الدول العربية

الرافعة المالية

1:2000

الترخيص
البونص

% 20.0

5/5

9 مجموع التعليقات

الرافعة المالية

1:500

الترخيص
ازواج العملات
البونص

% 0.0

4.5/5

10 مجموع التعليقات

الرافعة المالية

1:20

الترخيص
ازواج العملات
البونص

% 30.0

4/5

2 مجموع التعليقات

الرافعة المالية

1:400

الترخيص
ازواج العملات
البونص

% 20.0

4.5/5

1 مجموع التعليقات

مثال²: تنفيذ دفتر A-Book مقابل الاستيعاب الداخلي + أمر التحوط

لنلقي نظرة على الفرق بين تنفيذ A-Book والاستيعاب الداخلي متبوعًا بتنفيذ أمر التحوط (Hedge Order):

تنفيذ دفتر التداول A-Book

content image

إذا قام الوسيط بتنفيذ دفتر A-Book، فإن الأرباح أو الخسائر المحققة مقارنة بمزود السيولة ستكون كالتالي:

(1.2008 - 1.2009) × 1,000,000 = -100 دولار أمريكي

الاستيعاب الداخلي + أمر التحوط (Hedge Order):

content image

ولكن لم يكن من الضروري أن يقوم الوسيط بتنفيذ دفتر A-Book لصفقة إلسا، لأن صفقة إريس كان يمكن أن تعوضها.

إذا قام الوسيط بعملية "التحوط الداخلي" أو تجميع جميع صفقات (GBP/USD)، فلن يحتاج إلى تحوط صفقة إلسا، وكان سيحقق توفيرًا بعدم دفع فرق السعر (السبريد) لمزود السيولة.

حتى بعد التحوط الداخلي، لا يزال لدى الوسيط مركز قصير صافٍ يبلغ 2,000,000 من زوج العملات (GBP/USD).

كما ترى في الصورة، قام الوسيط بتحوط هذا الخطر المتبقي مع مزود السيولة.

إذا كان هناك عدد كافٍ من الصفقات ذات الحجم المماثل لتعويض بعضها البعض، يمكن أن تكون عملية التحوط الداخلي مربحة جدًا للوسيط.

مع ذلك، إذا بقيت مراكز لا يمكن تعويضها، فإن هذا الخطر المتبقي يعرض الوسيط لنفس مخاطر السوق كما يحدث في صفقة بدفتر B-Book.

الممارسة الشائعة عندما يقوم الوسطاء بعملية التحوط الداخلي هي:

  1. أولاً، تعويض مراكز العملاء ضد بعضها البعض.
  2. ثم تجميع المخاطر المتبقية وتحوطها خارجيًا مع مزود السيولة بناءًا على "السعر المتوسط المرجح بالحجم" أو "VWAP".

content image

من المثال أعلاه، نرى أن صفقة إلسا تم تعويضها داخليًا بصفقة أرييل.

إلسا قامت بشراء 100,000 وحدة من زوج العملات (GBP/USD)، بينما أريس قام ببيع 100,000 وحدة من الزوج (GBP/USD)، مما يعني أن تعرض الوسيط للخطر هو صفر.

لكن بعد ذلك قام ثلاثة متداولين آخرين، أريس، ياسمين، ولويس، بشراء زوج العملات (GBP/USD) بأسعار مختلفة. ومع عدم وجود عملاء آخرين يقومون بالبيع، يريد الوسيط تحوط هذا الخطر.

بدلاً من تحوط كل صفقة بشكل منفرد، يقوم الوسيط بتجميع الصفقات الثلاثة المنفصلة ويقوم بإنشاء صفقة تحوط واحدة مع مزود السيولة بناءًا على VWAP (السعر المتوسط المرجح بالحجم) الذي يبلغ 1.2511.

إقرأ أيضا: كيف يحقق وسيط الفوركس الأرباح بدفتر (A-Book)؟

VWAP هو متوسط السعر الذي يتم به تنفيذ الصفقات بناءًا على حجمها. يتم حسابه عن طريق قسمة القيمة الاسمية الإجمالية للصفقات على الحجم الإجمالي للصفقات.

إليك كيفية حساب الـ VWAP:

المتداول

الحجم

السعر

القيمة الاسمية

أريس

200,000

1.2508

250,160

ياسمين

300,000

1.2510

375,300

لويس

500,000

1.2512

625,600

المجموع 

1,000,000

 

1,251,060

 

VWAP = القيمة الاسمية الإجمالية / الحجم الإجمالي  

VWAP = 1,251,060 / 1,000,000  

VWAP = 1.2511

يُعد تجميع صفقات العملاء ممارسة شائعة لدى الوسطاء، حيث إن التداول مع معظم مزودي السيولة (LPs) يتطلب حجم تداول أدنى، عادتًا لا يقل عن وحدة قياسية واحدة، 100,000 وحدة أو أكثر.

لذا إذا كان عملاء الوسيط يفتحون صفقات أقل من 100,000 وحدة، فإن الوسيط ينتظر حتى يتداول عملاء آخرون بحيث يمكنه "تجميع" المخاطر من الصفقات المختلفة. ليتمكن من التعامل مع مزود السيولة.

سبب آخر قد يدفع الوسيط لتجميع الصفقات هو أنه يقلل من الوقت الذي يستغرقه للتغطية الكاملة مع مزود السيولة.

على سبيل المثال، إذا نفذ الوسيط STP، وأرسل العديد من أوامر الشراء الصغيرة بشكل متتالي، فقد يفهم مزود السيولة أن هناك طلبًا متزايدًا على الشراء ويرفع الأسعار بشكل غير ملائم. مما قد يؤدي إلى حصول عملاء الوسيط على تنفيذ أسوأ من ما لو أرسل الوسيط طلباً واحداً فقط إلى مزود السيولة.

لذلك، من الأفضل في بعض الأحيان للوسيط إرسال طلب واحد مجمع إلى مزود السيولة لتجنب مثل هذه المواقف.

يصبح هذا الأمر مهمًا جدًا في الأسواق ذات السيولة المنخفضة أو عندما تتحرك الأسواق بسرعة، حيث أن التغيرات السريعة في الأسعار يمكن أن تؤثر على كيفية تنفيذ الصفقات.

إليك ملخص لكيفية استفادة الوسيط من الطرق المختلفة لتنفيذ الأوامر ونتائج التداول:

صفقة العميل

دفتر التداول للوسيط

الفائدة

ربح

تنفيذ دفتر B-Book (تحمل المخاطر)

مكسب العميل هو خسارة الوسيط

ربح

تنفيذ دفتر A-Book (التحوط ونقل المخاطر)

فرق سعر الوسيط – فرق سعر مزود السيولة

ربح

الاستيعاب الداخلي (تعويض المخاطر بصفقة أخرى للعميل) 

فرق سعر الوسيط (السبريد)

خسارة

تنفيذ دفتر B-Book (تحمل المخاطر)

خسارة العميل هي مكسب الوسيط

خسارة

تنفيذ دفتر A-Book (التحوط ونقل المخاطر)

فرق سعر الوسيط – فرق سعر مزود السيولة

خسارة

الاستيعاب الداخلي (تعويض المخاطر بصفقة أخرى للعميل)

فرق سعر الوسيط (السبريد)

 

قد يهمك أيضا: ما هي تحديات استخدام دفتر A-Book في تداول الفوركس؟

الخاتمة

في هذا المقال، تعرفنا على مفهوم الاستيعاب الداخلي وكيف يستخدمه وسطاء الفوركس لإدارة المخاطر وتقديم أسعار تنافسية لعملائهم. وقد رأينا كيف يمكن للوسطاء جمع الصفقات المتقابلة وتعويضها ضد بعضها البعض، بدلاً من التحوط لكل صفقة على حدة مع مزودي السيولة الخارجيين.

يوفر هذا النهج للوسطاء مزايا مالية هامة، مثل توفير تكاليف السبريد والمساعدة في إدارة المخاطر المتبقية. ومع ذلك، فإنه يفرض أيضًا مخاطر إضافية إذا لم تكن الصفقات متوازنة تمامًا. وبالتالي، على الوسطاء أن يوازنوا بعناية بين الفوائد والمخاطر عند اتخاذ قرار بشأن كيفية تنفيذ الأوامر لعملائهم.

تحتاج لاستشارة لمعرفة كيفية تداول الفوركس؟

كن على ثقة في اختيارنا لأفضل الشركات المرخصة والمعتمدة عالميًا ومحليًا ، دعنا نساعدك قبل بدأ تداولك،تواصل الآن 24/7

الأسئلة الشائعة
أضف تعليق
100
15
300

يمكن استخدام الحروف العربية والانجليزية والأرقام وعلامات الترقيم فقط

رقم الهاتف من 10 الى 15 رقم