الملخص
تتنوع استراتيجيات إدارة المخاطر التي يتبعها الوسطاء لتحقيق التوازن بين الربحية وحماية رأس المال. بينما يعد نموذجا A-Book و B-Book من الأساليب التقليدية المعروفة، ظهر مؤخرا مصطلح "C-Book" كنهج جديد مثير للجدل في إدارة المخاطر. في هذا المقال، سنستكشف ماهية C-Book، وكيف يختلف عن النماذج التقليدية، والاستراتيجيات المختلفة التي يتضمنها، مع تسليط الضوء على الفرص والتحديات التي يقدمها لوسطاء الفوركس في السوق الحالي.
بجانب دفترى التداول A-Book و B-Book اللاتي يستخدمهما وسطاء الفوركس، قد تسمع أيضًا عن مصطلح "C-Book".
وهو مصطلح يشير إلى استراتيجيات إدارة المخاطر التي يستخدمها بعض وسطاء الفوركس ومقدمو عقود الفروقات (CFD)، والتي يُقال إنها تختلف عن الطرق التقليدية.
في الحقيقة، نرى أن مفهوم "C-Book" ليس أكثر من تعبيرًا تسويقيًا. إذ لا يعد هذا الأسلوب نهجًا مختلفًا في إدارة المخاطر بقدر ما هو مجرد تعديل أو تحسين لطريقتي A-Book و B-Book.
أحيانًا يُستخدم مصطلح "C-Book" لوصف استراتيجيات تنفيذية مثيرة للجدل تهدف إلى زيادة أرباح الوسيط، وليس بالضرورة لإدارة المخاطر بشكل فعّال.
لنوضح، هناك ثلاثة أشكال شائعة من تنفيذ الـ "C-Booking":
- التحوط الجزئي: حيث يقوم الوسيط بتحوط جزء فقط من صفقة العميل، مما يتيح له فرصة تحقيق ربح من التحركات السعرية في الاتجاه المعاكس.
- التحوط الزائد: حيث يقوم الوسيط بتحوط أكثر من 100% من المخاطر، مما يزيد من احتمالية الربح ولكن مع زيادة المخاطر.
- التحوط العكسي: وهي استراتيجية يستخدمها الوسيط عندما يتوقع أن يتحرك السوق عكس صفقة العميل، فيقوم بفتح صفقة معاكسة لصفقة العميل.
إقرأ أيضا: كيف يدير وسطاء الفوركس المخاطر: (تنفيذ الـ STP)
التحوط الجزئي (Partial Hedge):
التحوط الجزئي هو أحد أكثر الطرق استخدامًا في دفتر "C-Book"، حيث يقوم الوسيط بتحوط جزء من صفقة العميل مع مزود السيولة (LP) ويحتفظ بالجزء الآخر من الصفقة بدون تحوط.
هذا يعني أن الوسيط يتحمل جزءًا من المخاطر بنفسه، وفي حالة تحرك السعر لصالحه، يمكنه تحقيق ربح إضافي.
على سبيل المثال، إذا فتح العميل صفقة شراء لزوج العملات (EUR/USD) بحجم مليون وحدة، قد يقوم الوسيط بتحوط 50% من هذه الصفقة فقط. إذا ارتفع السعر، سيحقق الوسيط ربحًا من الجزء غير المحوط. وإذا انخفض السعر، سيواجه الوسيط خسارة جزئية.
هذا النهج يسمح للوسيط بالتحكم في المخاطر وتحقيق أرباح إضافية عند تحرك السوق في صالحه.
مثال: لنفترض أن إلسا فتحت صفقة شراء لزوج العملات (EUR/USD) عند سعر 1.2001. حجم صفقتها هو 1,000,000 وحدة أو 10 عقود قياسية، مما يعني أن كل نقطة تعادل 100 دولار.
الوسيط حوّط 50% من المخاطر عن طريق فتح صفقة شراء 500,000 وحدة من زوج (EUR/USD) مع مزود السيولة (LP) عند السعر 1.2000.
إذا ارتفع سعر EUR/USD وقررت إلسا تحقيق الأرباح وأغلقت صفقتها عند 1.2101، محققةً ربح قدره 100 نقطة أو 10,000 دولار (100 دولار × 100 نقطة). بالنسبة للوسيط، فهذا يعني خسارة 10,000 دولار.
إذا كان الوسيط قد استخدم دفتر B-Book فقط في صفقته مع إلسا، كان سيضطر لتحمل الخسارة كاملة. لكن لحسن الحظ، قام بتحوط جزء من صفقة إلسا لدى مزود السيولة.
للمزيد اطلع على: كيفية إدارة وسطاء الفوركس لمخاطرهم (نموذج B-Book)
وقد حقق التحوط ربحًا قدره 102 نقطة، وبما أن حجم الصفقة كان 500,000 وحدة (نصف المليون)، كان الربح 5,100 دولار.
ساعد هذا الربح من مزود السيولة في تقليل بعض خسائر الوسيط من صفقة إلسا، لذلك كان حجم الخسارة الصافية 4,900 دولار فقط (بدلاً من الخسارة الكاملة 10,000 دولار).
وفي المقابل أيضًا، إذا انخفض سعر زوج العملات (EUR/USD)، فإن أرباح الوسيط من صفقة إلسا ستتضاءل أيضًا بسبب الخسائر الناجمة عن التحوط مع مزود السيولة.
هذا المثال يوضح كيف يمكن للوسيط تحوط المخاطر بالكامل (= 100%) ضد صفقة العميل، وهو ما يعرف بتنفيذ التداول وفقاً لدفتر A-Book. وكيف يمكن للوسيط تحوط المخاطر جزئيًا (> 100%) ضد صفقة العميل، وهو ما يعرف بتنفيذ دفتر الـ C-Book.
التحوط الزائد (Overhedge)
لا يقتصر استخدام نموذج دفتر الـ C-Booking على التحوط الجزئي فقط. فهناك نوع آخر من استراتيجيات دفتر الـ C-Book حيث يمكن للوسيط أن يختار "التحوط الزائد" ضد صفقة العميل.
التحوط الزائد (Overhedge) هو أحد الاستراتيجيات التي قد يستخدمها وسيط الفوركس في إدارة المخاطر. في هذه الاستراتيجية، يختار الوسيط التحوط بنسبة تزيد عن 100% من حجم صفقة العميل، مما يعني أنه يفتح صفقة أكبر من حجم صفقة العميل مع مزود السيولة (LP).
على سبيل المثال، بدلاً من تغطية 100% من الصفقة بالتحوط، يمكن للوسيط اختيار التحوط بنسبة 110%.
بدلاً من تسمية هذه العملية بتنفيذ "C-Book"، يمكن أن يكون الاسم الأكثر دقة هو تنفيذ "A-Book+".
قد يهمك أيضا: كيفية إدارة وسيط الفوركس لمخاطره (نموذج A-Book)
لكن، لماذا قد يرغب الوسيط في القيام بذلك؟
إذا كان الوسيط يعتقد أن صفقة العميل ستحقق ربحًا، يمكنه "الركوب على موجة الربح" وتحقيق أرباح إضافية.
على سبيل المثال، لنفترض أن إلسا فتحت صفقة شراء بقيمة 1,000,000 وحدة من زوج العملات (EUR/USD) عند سعر 1.2001، مما يعني أن الوسيط الآن في وضعية بيع بنفس الحجم.
هنا يمكن للوسيط أن يقرر تنفيذ أيًا مما يلي:
- عدم التحوط وتحمل المخاطر (تنفيذ دفتر التداول B-Book).
- التحوط الجزئي (تنفيذ دفتر C-Book).
- التحوط الكامل بنسبة 100% (تنفيذ دفتر التداول A-Book).
- التحوط بأكثر من 100% (تنفيذ دفتر C-Book).
قام الوسيط بتصنيف إلسا كمتداول مطلع واختار الخيار الرابع. حيث قام بالتحوط بنسبة 110% من المخاطر.
بمعنى أنه دخل في صفقة شراء بقيمة 1,100,000 وحدة من زوج (EUR/USD) مع مزود السيولة (LP) عند سعر 1.2000.
إذا كان قد اختار التداول وفقاً لدفتر A-Book، لكان قد دخل في صفقة شراء بقيمة 1,000,000 وحدة فقط.
ولكنه اختار الدخول في صفقة شراء بقيمة 1,000,000 وحدة بالإضافة إلى 100,000 وحدة إضافية، وهو ما يعادل 110% من حجم صفقة إلسا.
تتحقق توقعات إلسا ويرتفع سعر العملات (EUR/USD)، تقوم بإغلاق صفقتها على ربح 100 نقطة أو 10,000 دولار.
بالطبع، هذا يعني أن الوسيط خسر 10,000 دولار. لكن لاحظ ما حدث لأرباحه وخسائره مع مزود السيولة.
نقدم لك الآن أفضل شركات تداول الفوركس والعملات الرقمية أفضل مواقع شركات البورصات والتداول. مناسبة جدا من أجل تحقيق المزيد من الأرباح بكل ثقة.
توفر هذه الشركات حسابات اسلامية حقيقية مع امكانية سحب وايداع مرنة لكافة الدول العربية
1:100
% 0.0
0 مجموع التعليقات
1:500
% 0.0
10 مجموع التعليقات
1:2000
% 0.0
9 مجموع التعليقات
1:888
% 30.0
0 مجموع التعليقات
نظرًا لأن الوسيط "تحوط بشكل زائد" وكان لديه حجم صفقة أكبر ضد مزود السيولة، فإن أرباحه من مزود السيولة تجاوزت خسارته من صفقة إلسا. وبهذه الطريقة تمكن الوسيط من "تعزيز" أرباحه.
لكن هذه الاستراتيجية ليست بدون مخاطر. دعونا نرى ما يحدث عندما يخسر العميل.
في هذا السيناريو، ينخفض سعر زوج العملات (EUR/USD) وتخرج إلسا من صفقتها بخسارة 10,000 دولار. بالطبع، هذا يعني أن الوسيط حقق ربحًا قدره 10,000 دولار.
لكن لاحظ ما حدث لأرباحه وخسائره مع مزود السيولة. نظرًا لأن الوسيط "تحوط بشكل زائد" وكان لديه حجم صفقة أكبر مع مزود السيولة، فإن خسارته من مزود السيولة تجاوزت أرباحه من صفقة إلسا إلى 10,780$.
هذا هو التحدي عندما يتجاوز تحوط الوسيط نسبة 100%، حيث يعرض نفسه لخسائر أكبر إذا كان العميل مخطئًا.
بالتالي، استراتيجية التحوط الزائد قد تكون مفيدة للوسيط إذا كان يتوقع أن يحقق العميل ربحًا، حيث يمكن للوسيط "ركوب الموجة" وتحقيق أرباح إضافية. ولكنها تحمل أيضًا مخاطر أكبر إذا كانت توقعات العميل خاطئة وخسر في الصفقة.
التحوط العكسي (Reverse Hedge)
التحوط العكسي هو استراتيجية C-Book أخرى يستخدمها بعض وسطاء الفوركس لتحسين أرباحهم عن طريق زيادة تعرضهم للمخاطر بدلاً من تقليله. حيث يقوم الوسيط "بالتحوط العكسي" لصفقة العميل إما جزئيًا أو كليًا.
في هذه الحالة، عندما يقوم العميل بفتح صفقة، يقوم الوسيط بتنفيذ صفقة معاكسة تمامًا بدلاً من التحوط منها، وهو ما يزيد من مخاطر الوسيط ولكنه قد يجلب له أرباحًا أكبر إذا تحرك السوق في الاتجاه الذي يتوقعه الوسيط.
تقوم هذه الممارسة علي افتراض أن العميل يتداول بشكل سيئ للغاية، مما يجعل من الممكن تحقيق الربح ليس فقط من خلال أخذ الجانب المعاكس للصفقة (B-Booking) بل أيضًا بإضافة المزيد إلى هذه الصفقة!
لذا، بدلاً من تسمية هذه الاستراتيجية بـ "C-Book"، يمكن أن يكون الاسم الأكثر دقة هو "B-Book+". بمعنى آخر، لا يحاول الوسيط حتى التحوط أو نقل مخاطر السوق، بل يتعمد زيادة تعرضه لمخاطر السوق!
عندما يختار الوسيط "التحوط العكسي" لصفقة العميل بشكل كامل، فإنه يزيد من مخاطره من خلال تنفيذ دفتر الـ B-Book.
على سبيل المثال، إذا قامت "إلسا" بفتح صفقة شراء بقيمة 1,000,000 وحدة من زوج العملات (EUR/USD) عند سعر 1.2001، يصبح الوسيط، كطرف مقابل لإلسا، في موقف بيع بقيمة 1,000,000 وحدة من الزوج (EUR/USD).
الآن، الوسيط معرض لمخاطر السوق (إذا ارتفع زوج EUR/USD).
إذا توقف الوسيط هنا، فسيكون هذا تنفيذ حرفى لدفتر B-Book.
لكن بدلاً من أن يقوم الوسيط بالتحوط الكامل (A-Book) أو حتى التحوط الجزئي مع مزود السيولة (LP)، فإنه يقرر القيام بـ "التحوط العكسي" بنسبة 50% من الصفقة.
بمعنى آخر، بدلاً من شراء (EUR/USD) لتغطية تعرضه للسوق، يقوم ببيع 500,000 وحدة إضافية مع مزود السيولة (LP).
تذكر، الوسيط بالفعل في موقف بيع بقيمة 1,000,000 وحدة ضد العميل. ولكنه أضاف المزيد من المخاطر عن طريق بيع 500,000 وحدة إضافية مع مزود السيولة.
مقال ذا صلة: كيف يحقق وسيط الفوركس بدفتر (A-Book) الأرباح؟
في هذا السيناريو، كان الوسيط محقًا.
انخفض سعر الزوج (EUR/USD).
إلسا أغلقت صفقتها بخسارة، وهذا يعني ربحًا للوسيط. لكن صفقة الوسيط مع مزود السيولة أيضًا حققت ربحًا.
طالما اختار الوسيط بشكل صحيح الصفقات التي يجب "التحوط العكسي" لها، يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية مربحة جدًا.
لكن إذا أخطأ الوسيط في اختيار الصفقة، فإن المخاطر التي يتعرض لها تكون أكبر من لو كان قد نفذ الصفقة عبر دفتر B-Book، وقد يؤدي ذلك إلى خسائر أكبر بكثير.
في مثال آخر، إذا ارتفع زوج العملات (EUR/USD)، فإن إلسا ستربح، مما يعني خسارة للوسيط.
وفي هذه الحالة، إذا كان الوسيط قد تحوط بالكامل مع مزود السيولة، كان يمكن أن يحقق ربحًا من مزود السيولة ليعوض خسارته مع إلسا.
ولكن في حالة التحوط العكسي، ستتضاعف خسائر الوسيط بسبب تعرضه للمخاطر مع مزود السيولة.
بينما قد تبدو هذه الاستراتيجيات جذابة لتحسين الأرباح، فإنها تتطلب خبرة عميقة في السوق، وإدارة مخاطر دقيقة، وفهما شاملا لسلوك العملاء. يجب على الوسطاء الموازنة بعناية بين الرغبة في زيادة الأرباح والحاجة إلى الحفاظ على استقرار أعمالهم على المدى الطويل.
مع تطور سوق الفوركس، من المرجح أن نشهد المزيد من الابتكارات في استراتيجيات إدارة المخاطر. ومع ذلك، يبقى الهدف الأساسي هو إيجاد التوازن الأمثل بين مصالح الوسيط والعميل، مع ضمان شفافية وعدالة الممارسات التجارية.
الخاتمة
في نهاية المطاف، يتضح أن مصطلح "C-Book" ليس نموذجا منفصلا تماما عن A-Book و B-Book، بل هو مزيج من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تعظيم الأرباح وإدارة المخاطر بطرق أكثر تعقيدًا. سواء كان التحوط الجزئي، أو التحوط الزائد، أو التحوط العكسي، فإن كل استراتيجية تحمل معها فرصا وتحديات فريدة.
يمكن استخدام الحروف العربية والانجليزية والأرقام وعلامات الترقيم فقط
رقم الهاتف من 10 الى 15 رقم