قام صناع الأفلام بعمل أفلام عن أسواق المال لسنوات. بعضها كوميدي مثل "Trading Places" يعرض بشكل فكاهي الفوضى في قاعة التداول. بينما أفلام أخرى، مثل "The Wizard of Lies" تقدم أحداثًا حقيقية بطريقة جدية.
رغم أن هذه الأفلام ممتعة، إلا أن القليل منها يقدم نصائح عملية يمكن أن يستخدمها المستثمرون بعد مغادرتهم السينما. ولكن هناك بعض الاستثناءات المهمة.
لا يمكن لفيلم واحد أن يعلّم المبتدئين كل تفاصيل سوق الأسهم، ولكن بعضها يحتوي على نصائح مفيدة لمن يريد دخول عالم استثمار المال.
إليك أفضل الأفلام عن سوق الأسهم و وول ستريت التي يجب على كل مستثمر مشاهدتها. كل فيلم منها يجمع بين التعليم والترفيه — ولا يفرط في أي منهما.
1. وول ستريت (1987):
يعتبر فيلم "Wall Street" خيارًا شائعًا عند الحديث عن الأفلام التي تتناول سوق الأسهم. وبعد أكثر من 35 عامًا من عرضه، ما زال الفيلم يثير تفكير المشاهدين بعد انتهاء العرض.
تدور القصة حول سمسار البورصة الشاب باد فوكس (الذي يؤديه تشارلي شين)، الذي يعمل تحت إشراف تاجر وول ستريت المشكوك في أخلاقياته، جوردون جيكو (الذي يؤديه مايكل دوغلاس). يُعرف الفيلم بخطاب جيكو الشهير الذي يقول فيه: "الجشع شيء جيد".
يتقدم فوكس في حياته المهنية بعد أن يشارك معلومات داخلية بطريقة غير قانونية مع جيكو للحصول على وده. ينجح في البداية، لكنه في النهاية يقع في مشكلة مع لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC)، ويتم اعتقاله بتهمة التداول من الداخل.
قد يبدو هذا واضحًا، لكن يجب على المستثمرين أن ينتبهوا إلى درس الفيلم — لا تدع الجشع والطموح يدفعانك لخرق القانون للحصول على مكاسب. قد تحقق أرباح مالية كبيرة في المدى القصير، لكن ستخسر ما هو أكبر منها لأن القانون سيعاقبك في النهاية.
2. ذئب وول ستريت (2013):
فيلم "The Wolf of Wall Street" يعتبر مميزًا لعدة أسباب، أهمها أنه مستوحى من قصة حقيقية. الفيلم يروي قصة سمسار البورصة جوردان بيلفورت، المبنية على مذكراته التي صدرت في 2007. تتابع القصة صعود بيلفورت من تاجر شاب بريء إلى محتال مفترس.
أخرجه مارتن سكورسيزي، ويؤدي ليوناردو دي كابريو دور بيلفورت، الشاب الذي يرتكب كل أنواع الفساد ليصبح ثريًا من سلوكه الإجرامي.
من بين جرائمه، استخدام أسلوب "الضخ والتفريغ"، وهو نوع من الاحتيال في سوق الأسهم. يقوم على تضخيم أسعار الأسهم بشكل غير قانوني لجذب مستثمرين غير واعين. وهذه الأنشطة تؤدي في النهاية إلى فقدانه حريته.
الضخ والتفريغ: هو استراتيجية يتم فيها رفع سعر السهم بشكل مصطنع (الضخ) عن طريق شراء كميات كبيرة من السهم أو نشر أخبار إيجابية كاذبة عنه، مما يدفع المستثمرين الآخرين لشراء السهم أيضًا. بعد أن يرتفع السعر بشكل ملحوظ، يقوم هؤلاء المستثمرون ببيع السهم بسرعة (التفريغ)، مما يؤدي إلى انخفاض السعر بشكل حاد. هذا الأسلوب يهدف لتحقيق ربح سريع للمستثمرين الذين يقومون بالضخ والتفريغ، لكنه يعد غير قانوني ويعرضهم للمسائلة القانونية. |
رغم أن أحداث الفيلم تدور في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، يمكن للمستثمرين اليوم تطبيق دروسه، خصوصًا في مجال العملات الرقمية.
في 2023، نشرت منصة Chainalysis دراسة وجدت أن 24% من العملات المشفرة الجديدة التي أُطلقت في العام السابق كانت تشبه الأسلوب الاحتيالي "الضخ والتفريغ". حيث تم بيع هذه العملات بأسعار مرتفعة من قبل مبتكريها، لكنها فقدت 90% من قيمتها لاحقًا. |
لذا بالنسبة لمستثمري العملات الرقمية، يمكن لفيلم "ذئب وول ستريت" أن يكون تذكيرًا مهمًا بأهمية البحث والتحقق قبل اتخاذ أي قرار استثماري.
وفر وقتك وجهدك مع شركات تقدم أدوات حديثة لإدارة تداولك باحترافية.
أفضل شركات تداول مرخصة في 2025
3. السقطة الكبرى (2015):
لم تحدث الأزمة المالية في 2008 فجأة. بل كانت نتيجة مجموعة من العوامل.
تم شرح تفاصيل الأزمة في كتاب "السقطة الكبرى: داخل آلة نهاية العالم" الذي صدر في 2010، وتم تحويله إلى فيلم في 2015.
فيلم "The Big Short" يروي قصة مايكل بيري (الذي يؤدي دوره كريستيان بيل)، وهو مدير لصندوق تحوط وكان أول من اكتشف أن العديد من الأمريكيين حصلوا على منازلهم من خلال قروض عقارية عالية المخاطر، مما تسبب في فقاعة الإسكان.
إذا كنت لا تعرف بعض المصطلحات التي تُستخدم في شرح أسباب فقاعة الإسكان، لا تقلق. استخدم الفيلم مشاهير لشرح هذه المفاهيم بلغة بسيطة، مثل الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري. شخصيات مثل أنتوني بوردين، مارغو روبي وسيلينا غوميز يتحدثون مباشرة إلى الجمهور طوال الفيلم بلغة سهلة الفهم.
إذا كنت مستثمرًا ذو خبرة، قد تعرف مخاطر القروض العقارية ذات الفائدة العالية. ولكن إذا كنت مبتدئًا وتحاول فهم كل العوامل التي أدت إلى الأزمة المالية في 2008، سيساعدك فيلم "السقطة الكبرى" على فهم مشكلة معقدة لم يتوقعها الكثير من الناس.
ملخص الدرس:
لا يوجد بديل عن التعلم الفعلي للتداول إذا كنت تخطط للاستثمار أو لدخول سوق الأسهم. لكن بعض الأفلام يمكن أن تقدم دروسًا للمستثمرين، أو على الأقل تذكرهم ببعض الأخطاء الكبيرة التي يجب تجنبها. لذا، تأكد من البحث والتعلم من مصادر موثوقة. وإذا ساعدك فيلم في فهم شيء أفضل مما تعلمته في دراسة الاستثمار، فهذا أيضًا جيد.