الملخص
أحد أهم الجوانب التي يجب على كل متداول فهمها هو كيفية عمل وسطاء الفوركس وكيف يديرون المخاطر المرتبطة بالتداول. في هذا المقال، سنستكشف الآليات الأساسية وراء تداولات الفوركس بالتجزئة، ونوضح العلاقة بين المتداولين والوسطاء، ونسلط الضوء على كيفية إدارة المخاطر وتحقيق الربح في هذا السوق الديناميكي.
كثير من المتداولين الجدد في سوق الفوركس لا يدركون كيفية معالجة الأوامر أو كيفية عمل وسطاء الفوركس أو مقدمو العقود مقابل الفروقات (CFD) بشكل حقيقي.
فى هذه الدرس نهدف إلى تقديم مقدمة شاملة لفهم الآليات التي تقوم عليها تداولات الفوركس بالتجزئة.
اطراف البيع والشراء في التداول
يستهدف هذا الدرس المتداولين الذين يرغبون في فهم عملي لكيفية إدارة وسطاء الفوركس لمخاطرهم وكيف يحققون أرباحهم. قد تكون عملية التداول غير شفافة في كثير من الأحيان، وتوجد طرق متعددة لتنفيذ الأوامر، وكل طريقة تحمل مخاطر مختلفة.
إذا أخذت الوقت الكافي لفهم كيفية تنفيذ الأوامر، ستتمكن من التمييز بين وسطاء الفوركس بشكل أفضل، مما سيمكنك من اتخاذ قرارات مستنيرة عند اختيار وسيط الفوركس الأنسب لك.
لنبدأ بفهم الأطراف المعنية في عملية التداول.
الأطراف المقابلة (Counterparties):
عندما تقوم بوضع أمر تداول على منصة الوسيط، ويتم تنفيذ هذا الأمر، إلى أين يذهب هذا التداول؟ في الواقع، لا يذهب إلى أي مكان.
الوسيط (broker) هو شخص أو جهة تتصرف كحلقة وصل لتنفيذ الصفقة نيابة عن عملائه، بينما المتداول (dealer) هو شخص أو جهة تتداول لحسابها الخاص.
وسطاء الفوركس بالتجزئة لا يتداولون نيابة عن عملائهم؛ بل يتداولون لحسابهم الخاص. فهم في الحقيقة متداولون وليسوا وسطاء بالمعنى التقليدي.
عندما تقوم بوضع أمر تداول مع وسيط فوركس تجزئة، يقوم هذا الوسيط بتداول الصفقة لنفسه من خلال أخذ الجانب المعاكس للصفقة التي وضعتها. لذا، مصطلح "وسيط الفوركس" هو في الواقع مصطلح تسويقي، حيث أن هؤلاء الوسطاء هم في الحقيقة متداولون في الفوركس.
إقرأ المزيد من خلال: بالشرح المفصل :كيفية اختيار وسيط الفوركس 2024
على سبيل المثال، جميع وسطاء الفوركس الأفراد في الولايات المتحدة يُطلق عليهم رسميًا اسم "متداولون في الفوركس بالتجزئة" أو (RFEDs).
إذًا.. لماذا يروج المتداولون الأفراد لأنفسهم كـ "وسطاء فوركس"؟ ربما لأن المصطلح يبدو أفضل أو أكثر جذبًا.
النقطة الأساسية هي أن "وسيط الفوركس" يستخدم كعبارة تسويقية، في حين أنه من الناحية التقنية، يجب أن نستخدم مصطلح "متداولون في الفوركس بالتجزئة".
لكن نظراً لأن عبارة "وسطاء الفوركس" شائعة جداً وقد تم نقشها في عقول الجميع بالفعل بفضل التسويق الفعال، فسوف نواصل الإشارة إليهم بـ "وسطاء الفوركس". (عمل رائع من فريق التسويق في صناعة الفوركس بالتجزئة!) |
العميل أم الزبون؟
هل أنت عميل لوسيط فوركس؟ أم أنك زبون لوسيط فوركس؟ غالبًا ما تُستخدم كلمتا "عميل" (Client) و"زبون" (Customer) بشكل متبادل. لكن هناك فرق بينهما. كونك عميلًا يعني أن هناك علاقة ائتمانية بينك وبين الشركة، هذا يعني أن الشركة تعمل نيابة عنك وملزمة قانونيًا بالتصرف لصالحك. لكن وسيط الفوركس لا يعمل نيابة عنك، ولا هو ملزم بالتصرف لصالحك. لذلك، إذا اعتمدنا على التعريف الذي يعني أن كونك عميلًا يتضمن وجود علاقة ائتمانية، فإن هذا يعني أنك لست عميلًا لـ"وسيط الفوركس" الخاص بك. أنت زبون، لأن الوسيط ليس لديه واجب الائتمان للعمل لصالحك. إذا كنت ترغب في الشراء، فإن الخدمة التي يقدمها ليست للعمل نيابة عنك والعثور على بائع. إنه هو الذي يبيع لك. كيف يمكنك أن تكون "عميلًا" عندما يكون الوسيط نفسه هو الذي يبيع لك أو يشتري منك؟ أنت زبون لـ"وسيط الفوركس" الذي يقدم خدمة تتيح لك المضاربة (المراهنة) على تحركات أسعار العملات. بما أنك لا تستطيع التداول مباشرة في سوق الفوركس (المؤسسي)، فإنه "يصنع" سوقًا للتداول لك. ويأخذ دائمًا الجانب المعاكس لصفقاتك. بمعنى آخر، هو لا يبحث عن شخص آخر لتغطية صفقتك، بل يتخذ الجانب المعاكس للصفقة بنفسه. رغم عدم وجود علاقة ائتمانية، يجب على الوسيط أن يتعامل بصدق ونزاهة مع جميع زبائنه. لذا، من الآن فصاعدًا، سنستخدم مصطلح "الزبائن" (Customer) عند الإشارة إلى المتداولين الذين يستخدمون خدمات وسيط الفوركس بالتجزئة أو مقدمي عقود الفروقات. |
إقرأ أيضا: أنواع أوامر الفوركس: لتحقيق أفضل تداول
جميع الأوامر والصفقات التي تقوم بإدخالها عبر منصة التداول الخاصة بوسيطك لا تُنفذ في سوق خارجي، بل ينفذها الوسيط نفسه.
بمعنى آخر، الوسيط يأخذ الجانب المعاكس لصفقتك. هذا يُعرف بأن الوسيط هو الطرف المقابل (Counterparty).
فكر في الأمر بهذه الطريقة: عندما ترغب في الشراء، يجب أن يكون هناك من يبيع لك، وعندما ترغب في البيع، يجب أن يكون هناك من يشتري منك.
لكل عملية شراء يجب أن يكون هناك بائع، والعكس صحيح.
عندما تتداول مع الوسيط، فإن كلاكما يحتفظ بمراكز متقابلة.
أنت الطرف المقابل لوسيطك، والوسيط هو الطرف المقابل لك.
هذا يعني أنه إذا كنت ترغب في الشراء أو اتخاذ مركز "شراء طويل"، فإن الوسيط سيبيع لك أو يتخذ مركز "بيع قصير".
وبالمثل، إذا كنت ترغب في البيع أو اتخاذ مركز "بيع قصير"، فإن الوسيط سيشتري منك أو يتخذ مركز "شراء طويل".
صفقتك مع الوسيط تُعرف بالصفقة الثنائية (Bilateral) لأنها تشمل طرفين: أنت والوسيط. في عالم الفوركس بالتجزئة، جميع الصفقات تكون ثنائية لأن الوسيط هو الطرف المقابل لكل صفقة تقوم بها.
مثال¹ : متداول فردى مقابل الوسيط
لنفترض مثالًا، أنك اشتريت 100,000 جنيه إسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD)، أو فتحت مركز "شراء طويل"، فإن الوسيط يأخذ الجانب المعاكس لصفقتك.
هذا يعني أن الوسيط سيبيع 100,000 وحدة من زوج العملات (GBP/USD)، أو يحتفظ بمركز "بيع قصير" ضدك.
بما أنك الآن في مركز "شراء طويل" للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، فأنت معرض لمخاطرة أن ينخفض سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، مما قد يؤدي إلى إغلاق مركزك ببيع العملة بسعر أقل من الذي اشتريت به، مما يؤدي إلى تحقيق خسارة لك.
أما الوسيط، الذي هو الآن في مركز "بيع قصير" للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، أيضًا معرض للمخاطرة. لكن في حالته، المخاطرة هي أن يرتفع سعر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي. إذا استمر الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في الارتفاع، فإن خسارة الوسيط ستتزايد.
هذه المخاطرة تُعرف بمخاطرة السوق (Market risk).
مخاطرة السوق هي خطر الخسارة في مركز بسبب تحركات سعرية غير مواتية. لذا عندما تبدأ صفقة مع الوسيط، كل منكما (المتداول والوسيط) معرضان لمخاطرة السوق.
كما ترى، صفقتك لا تصل فعليًا إلى "السوق" الفعلي، بل تبقى كاتفاق خاص بينك وبين الوسيط. لهذا السبب، فإن الوسيط ليس في الواقع "وسيطًا" بل هو تاجر او متداول تجزئة أيضًا!
لو كان وسيطًا حقيقيًا، لكان يجد طرفًا مقابلًا آخر لصفقتك ويُطابقها معه. على سبيل المثال، إذا أردت الشراء، كان سيجد شخصًا يريد البيع.
لكنه لا يفعل ذلك. إذا أردت الشراء، فإنه هو من يبيع لك.
نظرًا لأن وسيط الفوركس بالتجزئة هو الطرف المقابل لجميع المتداولين ("الزبائن")، فهذا يعني أنه يحتفظ بكثير من المراكز لأزواج العملات المختلفة.
لفهم مخاطر السوق لزوج عملات محدد، نحن بحاجة إلى جمع جميع مراكز الوسيط مقابل المتداولين في هذا الزوج من العملات.
قد يهمك أيضا: سيناريوهات تداول الفوركس
مثال² : متداولين مقابل الوسيط
لنفرض أن هناك أميرتين أرادتا التداول مع وسيط فوركس بالتجزئة: إلسا وآريل.
كلتاهما تتداولان زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD)، لكن لديهما توقعات مختلفة حول اتجاه السعر.
إلسا تفتح مركز شراء طويل (Long) لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، بينما آريل تفتح مركز بيع قصير (Short) لنفس الزوج.
في هذه الحالة، يأخذ الوسيط الجانب المعاكس لكل صفقة.
تذكر أن الوسيط هو الطرف المقابل الوحيد لجميع صفقات عملائه. بمعنى آخر، كل متداول يتداول مباشرة مع الوسيط، ولا يتداول المتداولون الأفراد مع بعضهم البعض.
لنرى كيف تؤثر صفقات إلسا وأريل على دفتر التداول الخاص بالوسيط.
دفتر التداول (trading book) أو "الدفتر":
هو سجل يحتفظ بجميع المراكز المفتوحة التي يمتلكها الوسيط.
عندما يقوم العملاء بالتداول، يتعين على الوسيط أن يأخذ الجانب المعاكس لكل صفقة. هذا يؤدي إلى تغير مستمر في دفتر التداول وظهور مراكز طويلة أو قصيرة في العملات. ويجب على الوسيط أن يتتبع باستمرار مراكزه الطويلة والقصيرة وأن يعرف بدقة مراكزه الصافية في جميع الأوقات.
الـ"دفتر" هو سجل لجميع المراكز التي يحتفظ بها المتداول. قد يشير المتداولون الأفراد أيضًا إلى مراكزهم الخاصة بـ"الدفتر"، على الرغم من أن هذا المصطلح يرتبط في الغالب بالمتداولين المؤسسيين. |
بصفتك متداولًا، لديك "دفتر" خاص بك أيضًا. دفتر مراكزك هو ببساطة جميع مراكزك المفتوحة.
كما يظهر في المثال، على الرغم من أن كلاً من إلسا وآريل لديهما مراكز مفتوحة مع الوسيط، إلا أن المركز الصافي للوسيط بالنسبة لزوج العملات (GBP/USD) هو صفر.
الوسيط لديه مركز بيع قصير مقابل صفقة إلسا، ولكنه أيضًا لديه مركز شراء طويل مقابل صفقة آريل. الصفقتان تعوضان بعضهما البعض، مما يؤدي إلى إلغاء تعرض الوسيط لمخاطر السوق.
بافتراض أن هذه هي جميع مراكز الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي الموجودة في دفتر الوسيط لزوج GBP/USD، فإن تعرضه لمخاطر السوق يكون صفرًا.
بالطبع، الوسيط يحتاج إلى تحقيق الأرباح، لذلك يقوم بتقديم سعر مختلف بناءًا على ما إذا كان العميل يرغب في الشراء أو البيع. الفرق بين هذين السعرين يُسمى الفرق السعري (Spread).
في المثال السابق، اشترت إلسا زوج العملات (GBP/USD) بسعر 1.2503، وهو السعر الذي يُعرف بـ "سعر الطلب" (Ask)، بينما باعته أريل بسعر 1.2500، والذي يُعرف بـ "سعر العرض" (Bid).
- (1.2503 – 1.2500)
هذا يعني أن الفرق بين السعرين (السبريد) كان 3 نقاط (أو 0.0003 Pips)، وهو ما يمثل ربح الوسيط من الصفقة.
ببساطة، اشترى الوسيط زوج العملات (GBP/USD) من أرييل بسعر 1.2500 ثم باعه لإلسا بسعر أعلى وهو 1.2503، محققاً ربحاً من السبريد قدره 30 دولاراً (0.0003 × 100,000 وحدة).
في هذه الحالة، لا يتأثر الوسيط بتقلبات السوق لأن مركزه الصافي هو صفر، بفضل الصفقتين المتقابلتين. السوق مغلق بسبب تعويض الصفقات.
نقدم لك الآن أفضل شركات تداول الفوركس والعملات الرقمية أفضل مواقع شركات البورصات والتداول. مناسبة جدا من أجل تحقيق المزيد من الأرباح بكل ثقة.
توفر هذه الشركات حسابات اسلامية حقيقية مع امكانية سحب وايداع مرنة لكافة الدول العربية
1:100
% 0.0
0 مجموع التعليقات
1:500
% 0.0
10 مجموع التعليقات
1:20
% 30.0
2 مجموع التعليقات
1:20
% 30.0
2 مجموع التعليقات
1:888
% 30.0
0 مجموع التعليقات
لنأخذ مثالاً آخر: إذا اشترت إلسا زوج العملات (GBP/USD) بسعر 1.2503 وبيعت أريل الزوج (GBP/USD) بسعر 1.2500، وكان السعر الحالي في السوق هو 1.3100.
فسوف نحسب الربح والخسارة (P&L) للوسيط كالتالي:
الربح والخسارة = 100,000 (1.2503 - 1.3100) + 100,000 (1.3100 - 1.2500) الربح والخسارة = -5,970 + 6,000 الربح والخسارة = $30 |
لدى الوسيط ربح قدره 30 دولارًا.
إذا انخفض السعر الحالي في السوق إلى 1.2900، فإن الحساب سيكون:
الربح والخسارة = 100,000 (1.2503 - 1.2900) + 100,000 (1.2900 - 1.2500) الربح والخسارة = -3,970 + 4,000 الربح والخسارة = $30 |
كما تلاحظ، حتى مع تغير السعر بمقدار 200 نقطة (من 1.3100 إلى 1.2900)، فإن ربح الوسيط يظل ثابتًا عند 30 دولاراً بفضل تعويض الصفقات لبعضها البعض.
أى لم يتعرض الوسيط لمخاطر السوق وظل ربحه عند 30 دولارًا أيضاً.
مقال مهم: كيفية إدارة وسطاء الفوركس لمخاطرهم (نموذج B-Book)
مثال³ : العديد من المتداولين مقابل الوسيط:
الآن بدلاً من مجرد متداولين اثنين، لنضف المزيد من المتداولين.
لنفترض أن هناك 1000 متداول وكلهم يدخلون صفقة شراء بمقدار 1 لوت قياسي (أو 100,000 وحدة) من زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD).
لنرى كيف سيؤثر ذلك على دفتر الوسيط:
كما ترى، الوسيط لديه صافي بيع قدره 100 مليون وحدة من زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي (GBP/USD).
(1,000 متداول × 100,000 وحدة = 100,000,000 وحدة) |
لم يكن هناك أي متداولين آخرين يرغبون في بيع زوج العملات (GBP/USD)، لذا لم يكن بمقدور الوسيط تعويض أي من مراكزه لتقليل موقفه الصافي من البيع.
وهو ما يعرض الوسيط لمخاطر سوقية كبيرة.
مقال ذا صلة: كيفية إدارة وسيط الفوركس لمخاطره (دفتر C-Book)
ما مدى هذه المخاطر؟ حسنًا، إذا كانت حركة نقطة واحدة (1 pip) لمركز لوت قياسي، وهو 100,000 وحدة، تعادل 10 دولارات. فهذا يعني أن كل زيادة بمقدار نقطة واحدة لمركز بحجم 10 مليون وحدة تعني خسارة غير محققة للوسيط بمقدار 10,000 دولار.
بالتالي، لنفترض أن زوج العملات (GBP/USD) ارتفع بمقدار 100 نقطة، فإن الوسيط سيتعرض لخسارة قدرها 1,000,000 دولار!
من الناحية النظرية، يمكن للوسيط أن يتوقف عن قبول الصفقات إذا لم يرغب في تحمل مثل هذا الخطر، ولكن هذا يعني أن جميع عملائه لن يكونوا قادرين على فتح صفقات جديدة. وهذا يشبه إغلاق متجر ورفع لافتة "مغلق" في منتصف اليوم عندما يتوقع العملاء أن يكون المتجر مفتوحًا. إذا لم يتمكن المتداولون فجأة من فتح صفقات على منصة الوسيط، فإنهم سيشعرون بالدهشة والغضب، وسوف يفقدون ثقتهم في الوسيط!
بما أن الوسيط لا يمكنه التوقف عن قبول الصفقات، فهو مجبر على الاستمرار في العمل للحفاظ على عملائه. يجب عليه أن يبقى "مفتوحًا" ويواصل قبول الصفقات.
لنفترض أن جميع المتداولين أغلقوا صفقاتهم بعد أن ارتفع زوج العملات (GBP/USD) بمقدار 100 نقطة. هذا يعني أن كل متداول سيحقق ربحًا قدره 1,000 دولار (100 نقطة × 10 دولارات).
وبما أن الوسيط كان الطرف المقابل لجميع المتداولين، فإن الخسارة المحققة ستكون 1,000,000 دولار (1,000 دولار × 1,000 عميل).
السؤال هنا...
هل لدى الوسيط فعلاً مليون دولار لدفعها للعملاء الرابحين؟
إذا لم يكن لديه هذا المبلغ، فسيواجه الوسيط مشاكل مالية خطيرة وربما يفلس. أو سيفقد قدرته على الاستمرار في العمل.
في هذا السيناريو، إذا لم يكن لدى الوسيط الأموال الكافية، فهذا يعني أنه لم يدير مخاطره السوقية بشكل صحيح.
تحرك السعر ضد صافي مراكز الوسيط بشكل كبير لدرجة أنه لم يتمكن من الوفاء بالتزاماته تجاه عملائه ودفع أرباحهم.
وبالتالي، فإن الإفراط في تعرض الوسيط لمخاطر السوق يجعل المتداولين (عملائه) معرضين لمخاطر الطرف المقابل (Counterparty risk)، وهي حالة يفشل فيها أحد الأطراف في الوفاء بجزء من الاتفاق.
في هذا السيناريو، عندما خرج المتداولون من مراكز الشراء الخاصة بهم، كانوا يتوقعون الحصول على أرباحهم في حساباتهم، لكن الوسيط لم يكن لديه الأموال الكافية لدفعها.
في لغة الكازينو، يُقال "المنزل قد أفلس" عندما يتعرض للخسارة.
لهذا السبب من المهم أن تعرف كيف يدير وسيطك المخاطر في الجانب الآخر من صفقتك.
قد يهمك أيضا: كيف يحقق وسيط الفوركس بدفتر (A-Book) الأرباح؟
طرق إدارة المخاطر في الفوركس: كيف يدير الوسيط مخاطره؟
هناك ثلاث طرق يمكن للوسيط من خلالها إدارة المخاطر السوقية:
- تعويض الصفقات المتعارضة: يمكن للوسيط أن يقابل الصفقات التي يتخذها عملاؤه بحيث يتوازن خطر السوق.
- نقل المخاطر: يمكن للوسيط أن يحوّل المخاطر إلى طرف آخر في السوق، مما يعني أنه يبيع المخاطر لشخص آخر.
- تخزين المخاطر: يمكن للوسيط أن يحتفظ بالمخاطر لنفسه، بمعنى أنه يقبل المخاطر دون نقلها أو تعويضها.
الطريقة التي يدير بها وسيط الفوركس المخاطر تحدد نوع الوسيط وكيفية عمله.
فهم كيفية تحمل وسيطك للمخاطر على صفقاتك أمر ضروري لنجاحك كمتداول. إذا كان وسيطك يأخذ الجانب الآخر من صفقاتك ولا ينقلها لطرف خارجي، فهو يتحمل 100% من المخاطر السوقية المرتبطة بصفقاتك.
بفهمك لكيفية إدارة الوسيط لمخاطره عندما يأخذ الجانب المعاكس لصفقتك، ستتمكن من معرفة نوع الوسيط الذي تتعامل معه وما إذا كان هناك أي تعارض في المصالح.
ستتعرف في شرح أكثر تفصيلاً عن الطرق المختلفة التي يستخدمها الوسطاء لإدارة مخاطرهم وتحقيق الأرباح.
الخاتمة
يمكن استخدام الحروف العربية والانجليزية والأرقام وعلامات الترقيم فقط
رقم الهاتف من 10 الى 15 رقم