السندات قصيرة الأجل مقابل السندات طويلة الأجل: أيهما الأفضل للمبتدئ؟

حين تُصدر الحكومات والشركات السندات لجمع الأموال. غالبًا ما تُصنف السندات حسب مدة استحقاقها، وهي المدة الذي تمر بين تاريخ شراء السند وتاريخ استحقاقه.

عند شراء السند، أنت تقرض المال للمُصدر وهو يدفع لك فائدة ثابتة لفترة معينة ثم يعيد المبلغ الأصلي لك عند تاريخ استحقاق السند. فهم الفرق بين قصر وطول مدة استحقاق السندات مهم جداً جداً لبناء محفظة استثمارية قوية.

لذا في هذا الدرس، سنشرح الخصائص الرئيسية للسندات قصيرة الأجل وطويلة الأجل حتى تتمكن من اختيار النوع الأنسب لمحفظتك الإستثمارية.

السندات قصيرة الأجل مقابل السندات طويلة الأجل:

السندات تأتي مع تواريخ استحقاق مختلفة، أي الوقت الذي ستحصل فيه على المبلغ الأساسي الذي دفعته للسند. بعض السندات تمتد لعقود مثل عقود الفروقات، بينما يمكن أن تستمر الأخرى لبضعة أسابيع فقط.

السندات طويلة الأجل:

تصل مدة استحقاقها 10 سنوات أو أكثر. مثلا تقدم الحكومة الأمريكية سندات طويلة الأجل لمدة 10 و30 سنة.

كما يمكن أن يكون لها فترات استحقاق مختلفة مثل 15 أو 20 أو 25 سنة.

السندات طويلة الأجل (Long-term bonds) تستمر لفترة أطول، مما يجعلها أكثر تأثرًا بتغيرات أسعار الفائدة. هذا يعني أن أي تغير في أسعار الفائدة سيؤثر بشكل أكبر عليها مقارنة بالسندات قصيرة الأجل.

لذلك، تعرض الشركات والحكومات عادةً فائدة أعلى (عائد أكبر) على السندات التي تستغرق وقتًا أطول للاستحقاق. هذا بمثابة تعويض لهم عن المخاطر العالية للاحتفاظ بالسند لفترة طويلة.

على سبيل المثال، عوائد السندات الأمريكية لمدة 30 عامًا تكون عادةً أعلى بكثير من عوائد السندات لمدة 5 سنوات.

السندات قصيرة الأجل:

السندات قصيرة الأجل تستحق خلال فترة من سنة إلى ثلاث سنوات. عند الاستحقاق، يجب على المُصدر إعادة المبلغ الأساسي (القيمة الاسمية) وأي فائدة متراكمة للمستثمر.

لذلك عندما يستحق السند قصير الأجل، ستحصل على المبلغ الأساسي مع الفائدة المكتسبة. كما أن الاحتفاظ بالسند حتى الاستحقاق يساعد في تجنب الخسائر الناتجة عن تقلبات أسعار الفائدة.

السندات قصيرة الأجل (Short-term bonds) عمومًا تعتبر أقل مخاطرة وعوائدها أقل. مقارنة بالسندات طويلة الأجل، إذا كانت العوامل الأخرى متماثلة.

الفروق الرئيسية بين النوعين:

إذا كنت مبتدئًا في الاستثمار في السندات، من المهم أن تعرف كيف يمكن أن تكون السندات قصيرة الأجل وطويلة الأجل جزءًا من محفظتك الاستثمارية.

إليك الفروق الرئيسية بين السندتين:

كيفية شراء السندات قصيرة الأجل وطويلة الأجل:

السندات تعتبر جزءًا مهمًا في أي محفظة استثمارية متنوعة. ولحسن الحظ لا تحتاج إلى البحث عن سندات فردية لتكون جزءًا من استثمارك، بل يمكنك اختصار الطريق واستخدام أحد هذه الاستراتيجيات المفيدة:

1. استراتيجية الاستثمار في صناديق السندات:

صناديق السندات هي الطريقة الأسهل والأكثر تنوعًا. وهي صناديق تجمع أموالك مع أموال مستثمرين آخرين وتستثمرها في مجموعة متنوعة من السندات، سواء كانت قصيرة أو طويلة الأجل. هذا يساعد على تقليل المخاطر لأنك لا تستثمر في سند واحد فقط.

مع صناديق السندات، لا داعي للقلق بشأن مواعيد استحقاق السندات. حيث يقوم مدير الصندوق بإعادة استثمار الأرباح في سندات جديدة ذات تصنيف ائتماني عالي، مما يضمن لك استثمارًا مستمرًا وعائدًا منتظمًا.

يمكنك البحث عن صناديق استثمار مشترك أو صناديق متداولة (ETFs) للسندات طويلة أو قصيرة الأجل في حساب الوساطة الخاص بك.

2. استراتيجية سلم السندات:

هناك أيضًا استراتيجية أخرى تسمى سلم السندات، حيث تستثمر في سندات مع تواريخ استحقاق متدرجة (مثال: سنة، سنتين، ثلاث سنوات... إلخ).

عند استحقاق كل سند، تقوم بإعادة استثمار العائدات في سندات طويلة الأجل. هذه الطريقة تساعدك في تقليل مخاطر إعادة الاستثمار وتحقق توازنًا بين العوائد الحالية والمستقبلية.

السندات قصيرة الأجل أم السندات طويلة الأجل: أيهما أفضل لك؟

عندما ترتفع أسعار الفائدة، عادةً ما تحقق السندات قصيرة الأجل عوائد أعلى مقارنةً بالسندات طويلة الأجل. ولكن عندما تنخفض أسعار الفائدة، تصبح السندات طويلة الأجل أكثر ربحًا وتحقق عوائد أعلى.

إذا كنت تبحث عن استثمار منخفض المخاطر ومستقر، فقصيرة الأجل خيار جيد. وهي مناسبة بشكل خاص عند ارتفاع أسعار الفائدة لأنها تقدم عوائد أعلى مع تقلبات سعرية أقل. كما أنها خيار جيد للجزء النقدي أو الدخل الثابت في محفظتك لأنها سهلة البيع والشراء.

أما السندات طويلة الأجل، فتمنح عوائد أعلى بسبب مدة استحقاقها الطويلة. في حالة انخفاض أسعار الفائدة، تصبح أكثر جاذبية لأنها توفر عوائد مرتفعة لفترة أطول. ومع تخفيضات الفائدة التي أقرها الاحتياطي الفيدرالي مؤخرًا، قد تصبح السندات طويلة الأجل خيارًا جيدًا للمستثمرين.

من المتوقع أن تنخفض عوائد السندات قصيرة الأجل أسرع من السندات طويلة الأجل في المستقبل، لذا قد يكون من الأفضل التفكير في السندات طويلة الأجل.

ولكن من المهم أن تعرف أن العوائد على السندات طويلة الأجل قد انخفضت بشكل كبير بالفعل، ما قد يحد من زيادة أسعارها في المستقبل.

لإدارة المخاطر، ينصح الخبراء بتنويع محفظة السندات عبر الاستثمار في سندات بمواعيد استحقاق مختلفة. هذا يساعد على تقليل المخاطر المرتبطة بتغيرات أسعار الفائدة، ويزيد الدخل ويقلل من مخاطر الائتمان.

ملخص:

• السندات قصيرة الأجل تستحق في مدة قصيرة، عادة من سنة إلى ثلاث سنوات.

• أما السندات طويلة الأجل فتستحق بعد فترة طويلة، مثل خمس سنوات أو أكثر.

• السندات طويلة الأجل تمنح عادة عوائد أعلى بسبب مدة الاستثمار الطويلة، ولكنها قد تكون أكثر عرضة لتغيرات أسعار الفائدة.