الملخص
شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) انتشارًا واسعًا خلال العقدين الماضيين، حيث بلغ حجم الأصول المتداولة فيها نحو 11 تريليون دولار بنهاية عام 2023. يعود هذا الانتشار إلى المزايا التي توفرها هذه الصناديق، مثل سهولة التنويع بتكلفة منخفضة. صناديق المؤشرات المتداولة هي نوع من الاستثمارات التي تسمح للمستثمرين بشراء مجموعة من الأصول ضمن صندوق واحد يتم تداوله في الأسواق مثل الأسهم. يتيح هذا النوع من الاستثمارات للمستثمرين الوصول إلى أسواق متنوعة من خلال صندوق واحد، مما يوفر لهم فرصة لتوزيع المخاطر وتقليل التكاليف.
نمت شعبية هذه الصناديق بشكل كبير خلال العقدين الماضيين، حيث بلغ حجم الأصول المتداولة فيها نحو 11 تريليون دولار بنهاية عام 2023 (وفقاً لأبحاث قامت بها TrackInsight بالتعاون مع J.P. Morgan).
والسبب في هذا الانتشار يعود إلى أنها تمنح المستثمرين فرصة لتنوع استثماراتهم بسهولة وبأقل تكلفة. فما هي تلك الصناديق المتداولة ؟
| صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) هي نوع من الاستثمارات التي تسمح للمستثمر بشراء مجموعة من الأصول ضمن صندوق واحد يتم تداوله في السوق تماماً مثل الأسهم. |
ما هو صندوق المؤشرات المتداول وكيف يعمل؟
صندوق المؤشرات المتداول هو نوع من الصناديق الاستثمارية التي تمتلك مجموعة متنوعة من الأصول، غالباً من نوع معين.
على سبيل المثال، يوجد صناديق تركز فقط على الأسهم، وأخرى على السندات.
بامتلاك حصة واحدة من الصندوق، يمتلك المستثمر حصة في جميع الأصول التي يحتفظ بها الصندوق. فلو كان الصندوق يحتوي على 100 سهم، فإن المستثمر الذي يملك حصة واحدة يمتلك جزءاً صغيراً من كل هذه الأسهم.
عادةً ما تتم إدارة صناديق المؤشرات بشكل غير نشط، مما يعني أن الصندوق لا يقوم بتداول الأصول بشكل يومي، بل يحتفظ بها بناءًا على مؤشر معين مثل S&P 500 أو داو جونز أو ناسداك المركب. بمعنى أن الصندوق يتبع تركيبة المؤشر، ويشتري الأصول التي يحتويها بدون قرارات تداول يومية.
وتتداول صناديق المؤشرات في البورصة طوال اليوم، مما يمنح المستثمرين حرية شراء وبيع حصصهم في أي وقت تكون فيه السوق مفتوحة، مع معرفة السعر في لحظة الشراء.
الرسوم وتكاليف الصناديق المتداولة
تفرض صناديق المؤشرات المتداولة نسبة مصروفات، وهي الرسوم التي يدفعها المستثمرون مقابل إدارة الصندوق. ولأنها تدار بشكل غير نشط، تكون هذه الرسوم غالباً أقل من تلك الموجودة في صناديق الاستثمار المشتركة.
الأنواع الرئيسية لصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs):
تتوفر صناديق المؤشرات المتداولة بأشكال متنوعة لتلبية احتياجات المستثمرين المختلفة. حيث تقسم السوق إلى فئات متعددة بناءًا على صناعات أو مجالات استثمارية أو تقييمات معينة تهم المستثمرين.
إليك بعض الأنواع الشائعة لصناديق المؤشرات وما تتضمنه:
أسهم القيمة: أسهم تبدو منخفضة السعر مقارنة بأرباحها أو أصولها.
أسهم توزيعات الأرباح: أسهم توزع أرباحاً أو تتميز بسجل جيد في توزيعات الأرباح.
الصناديق الصناعية: تستثمر في شركات ضمن صناعة معينة، مثل السلع الاستهلاكية.
المؤشرات الرئيسية: أسهم تستند إلى مؤشرات رئيسية مثل S&P 500 أو Nasdaq 100.
صناديق حسب البلد: أسهم تركز على الشركات ذات التعرض الكبير لدولة معينة.
صناديق حسب حجم الشركة: تشمل شركات بحجم معين، سواء كانت صغيرة، متوسطة، أو كبيرة.
صناديق السندات: تشمل السندات التي يتم تصنيفها وفقاً لمعايير مثل الأمان وفترة الاستثمار والمصدر.
صناديق السلع: استثمارات في سلع مادية مثل الذهب أو في الشركات المنتجة لها.
الصناديق العكسية: ترتفع قيمة هذه الصناديق عندما تنخفض قيمة الأصول التي تحتفظ بها، مما يتيح للمستثمرين الاستفادة من انخفاض السوق.
كما يّمكن لمديري الصناديق تصميم صناديق مؤشرات متداولة بأشكال متعددة تتناسب مع اهتمامات المستثمرين.
مميزات صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs):
توفر صناديق المؤشرات المتداولة عدة ميزات تجعلها جاذبة للمستثمرين، خاصة فيما يتعلق بخيارات الاستثمار والتكلفة المنخفضة وسهولة التداول. كما تّمكن المستثمرين من تخصيص استثماراتهم لتحقيق أهداف متنوعة.
لذا فمن بين المزايا:
خيارات استثمار متعددة: تتيح لك صناديق المؤشرات المتداولة فرصة الاستثمار في أنواع جديدة من الأصول. حيث تمكنك من شراء صندوق يستثمر في S&P 500، مثلاً، بشكل مباشر بدلاً من شراء كل سهم على حدة.
التنويع بسهولة: توفر صناديق المؤشرات القدرة على تنويع استثماراتك بطريقة بسيطة. يمكنك الحصول على تنويع كامل من خلال صندوق واحد يغطي سوقاً أو قطاعاً معيناً. كما يمكن للمستثمر شراء عدة صناديق للحصول على تنويع أكبر في قطاعات مختلفة.
التكلفة المنخفضة: تُعتبر تكلفة صناديق المؤشرات المتداولة منخفضة نسبياً، خاصةً وأن تكاليفها انخفضت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. على سبيل المثال، بلغ متوسط نسبة المصروفات لصناديق المؤشرات للأسهم حوالي 0.16% في عام 2022، بينما كانت 0.11% لصناديق السندات، وهناك صناديق تكلفتها أقل من ذلك، مثل صندوق Vanguard S&P 500 ETF (VOO) بتكلفة لا تتجاوز 0.05%.
استثمارات محددة ومرنة: تتيح صناديق المؤشرات للمستثمرين التركيز على قطاعات أو مجالات معينة، مثل الأسهم ذات العائد المرتفع أو أسهم الشركات الصغيرة. يمكنهم أيضاً استهداف أسهم شركات التكنولوجيا الحيوية أو شركات في مناطق معينة كالبرازيل أو الهند.
كفاءة ضريبية أعلى: تمتاز صناديق المؤشرات المتداولة بأنها تحقق توزيعات رأسمالية أقل، مما يقلل من العبء الضريبي على المستثمرين.
ما هي عيوب صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs)؟
بالرغم من المزايا المتعددة لصناديق المؤشرات، هناك بعض الأمور التي يجب الانتباه إليها:
قد تكون مُقيّمة أعلى من قيمتها الحقيقية: يمكن أن تتداول صناديق المؤشرات المتداولة أحياناً بسعر أعلى من صافي قيمة أصولها. وهذا يعني أنك قد تدفع أحياناً سعراً أكبر من قيمة الأصول الموجودة في الصندوق. رغم أن هذا الوضع غير شائع، إلا أنه من الأمور التي يجب معرفتها. على عكس صناديق الاستثمار المشتركة، والتي دائماً يتم تداولها وفقاً لصافي قيمة أصولها.
قد لا تكون مركزة بالقدر المطلوب: في بعض الأحيان، لا تعطيك صناديق المؤشرات المتداولة التركيز الدقيق الذي يوحي به اسمها. فعلى سبيل المثال، قد يركز صندوق معين على الاستثمار في بلد معين، لكن بعض الشركات الكبرى في الصندوق تحقق جزءاً كبيراً من مبيعاتها خارج هذا البلد. مثال على ذلك شركة بريطانية قد تكون ضمن صندوق يركز على إنجلترا، ولكن معظم أرباحها تأتي من دول أخرى. لذا من المهم دائماً مراجعة مكونات الصندوق لتعرف بالضبط ما تملكه.
هل تريد البدء في تداول صناديق المؤشرات ، هذه مجموعة شركات تداول موثوقة تقدم مكافآت تسجيل مغرية.
1:500
% 0.0
10 مجموع التعليقات
1:2000
% 0.0
9 مجموع التعليقات
1:100
% 0.0
0 مجموع التعليقات
1:125
% 30.0
2 مجموع التعليقات
1:888
% 30.0
0 مجموع التعليقات
صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) مقابل الصناديق المشتركة:
تسعى الصناديق المشتركة وصناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) إلى هدف مشترك وهو توفير أداة استثمارية تشمل مجموعة متنوعة من الأصول.
ومع ذلك، هناك فروقات جوهرية ساعدت على انتشار صناديق المؤشرات المتداولة بشكل كبير في العقد الأخير.
أحد هذه الفروقات هو أن صناديق المؤشرات المتداولة غالباً تعتمد على استراتيجية الإدارة السلبية، مما يجعل تكاليف إدارتها منخفضة ويترجم هذا إلى نسب تكاليف أقل يتحملها المستثمر. لكن بمرور الوقت، أدى هذا إلى ضغط على الصناديق المشتركة لتخفيض تكاليفها بهدف المنافسة.
فيما يلي الفروقات الرئيسية بين نوعا الصناديق:
| الفئة | الصناديق المشتركة | صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) |
| النفقات السنوية (حسب بيانات 2022) | تصل نسبة المصروفات إلى 0.66% لصناديق الأسهم ذات الإدارة النشطة، و0.44% لصناديق السندات ذات الإدارة النشطة. بينما صناديق المؤشرات للأسهم والسندات تكون أقل، بمتوسط 0.05%. | متوسط النفقات لصناديق الأسهم يبلغ 0.16% ولصناديق السندات 0.11%. |
| العمولة | قد تصل العمولة إلى 50 دولارًا عند بعض الوسطاء، مع وجود بعض الوسطاء الذين يوفرون تداولًا مجانيًا لبعض الصناديق. | غالبًا ما يكون التداول مجانًا لدى الوسطاء عبر الإنترنت. |
| الحد الأدنى للشراء | يتطلب الشراء عادةً مبلغًا كبيرًا قد يصل إلى عدة آلاف من الدولارات، إلا إذا كان الشراء يتم عبر خطة تقاعد. | غالبًا يمكنك شراء وحدة واحدة فقط، والتي قد تكون بقيمة 10 أو 20 دولارًا حسب الصندوق. |
| أسلوب الإدارة | يمكن أن تكون الإدارة نشطة أو سلبية حسب الصندوق. | عادةً ما تكون الإدارة سلبية وتعتمد على تتبع المؤشر. |
| وقت التداول | يتم التداول بعد إغلاق السوق. | يمكن التداول عندما تكون البورصة مفتوحة. |
| استراتيجيات الاستثمار | تتنوع الاستراتيجيات لتشمل أسهم القيمة، الأسهم التي توزع أرباحًا، السندات، المؤشرات، وغيرها. | تشمل نفس الأنواع المتاحة في الصناديق المشتركة، مثل أسهم القيمة، الأسهم التي توزع أرباحًا، السندات، المؤشرات، وغيرها. |
| التنويع | يتيح التنويع بين مختلف الأصول. | يتيح التنويع بين مختلف الأصول. |
صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) مقابل الأسهم:
على الرغم من أن كلا من صناديق المؤشرات المتداولة والأسهم يتم تداولها خلال اليوم في السوق، إلا أن هناك اختلافات مهمة بينهما.
فالأسهم تمثل ملكية في شركة واحدة فقط، بينما تضم صناديق المؤشرات المتداولة مجموعة من الأسهم أو الأصول المتنوعة الأخرى.
على سبيل المثال، قد يحتوي صندوق المؤشرات المتداول الخاص بالأسهم على أسهم لمئات الشركات المختلفة، مما يسمح للمستثمرين بامتلاك محفظة متنوعة عبر شراء الصندوق فقط.
هذا التنويع يقلل من المخاطر مقارنة بامتلاك سهم واحد أو مجموعة قليلة من الأسهم وحتى أخير بتنا نسمع عن صناديق تداول البتكوين .
وبالإضافة إلى ذلك، تكون صناديق المؤشرات المتداولة عادة أقل تقلبًا من الأسهم الفردية، مما يعني أنها أقل عرضة لتقلبات كبيرة في السعر.
هل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) مناسبة للمبتدئين؟
تعتبر صناديق المؤشرات المتداولة خياراً مفضلاً للمستثمرين لأنها تقدم العديد من الفوائد القيمة، وهذا ما يجعلها ملائمة بشكل خاص للمستثمرين المبتدئين:
الحد الأدنى المنخفض للاستثمار: غالبًا ما يكون الحد الأدنى للاستثمار في صناديق ETFs هو تكلفة شراء سهم واحد فقط، والذي قد يكون منخفضًا جدًا أو بضع مئات من الدولارات فقط. وبالمقارنة، تتطلب بعض الصناديق المشتركة استثماراً أولياً يمكن أن يصل إلى آلاف الدولارات. كما يسمح بعض الوسطاء بشراء أجزاء من السهم، مما يعني أنك لا تحتاج حتى لشراء سهم كامل للبدء.
بدون عمولات غالبًا: تقدم العديد من شركات الوساطة إمكانية تداول صناديق المؤشرات المتداولة دون عمولة، مثل Charles Schwab وFidelity، بالإضافة إلى منصة Robinhood التي توفر جميع صناديق المؤشرات بدون رسوم تداول. هذا يساعدك على البدء بتكلفة منخفضة.
الاستثمار الموضوعي: تتيح لك صناديق المؤشرات المتداولة الاستثمار في مجالات محددة بسهولة، حتى لو لم تكن خبيراً بها. على سبيل المثال، إذا لم تكن لديك معرفة كبيرة بقطاع التكنولوجيا الحيوية، يمكنك شراء صندوق مؤشرات متخصص في هذا المجال، وهذا يمنحك تعرضاً للقطاع دون الحاجة لاختيار شركات فردية.
التنويع: توفر صناديق المؤشرات المتداولة تنويعاً فورياً، حيث يمكنك شراء صندوق واحد يضم مجموعة متنوعة من الشركات في قطاع محدد، أو حتى يشمل السوق بالكامل. هذا التنويع يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بامتلاك أسهم شركات قليلة.
امتلاك السوق: يمكن لصناديق المؤشرات المتداولة أن تتيح لك شراء مؤشرات شائعة مثل S&P 500، مما يمكنك من امتلاك السوق والاستفادة من متوسط العائد السنوي للسوق الذي يبلغ حوالي 10% على المدى الطويل. هذه الصناديق تجعل الاستثمار سهلاً بأقل جهد وتحقيق متوسط السوق.
هل صناديق المؤشرات المتداولة استثمار جيد؟
أخيرًا؛ يعتمد أداء صناديق المؤشرات المتداولة بشكل كامل على الأصول التي تستثمر فيها من أسهم وسندات وغيرها.
إذا ارتفعت قيمة استثمارات الصندوق، فإن قيمة الصندوق سترتفع أيضاً. وإذا انخفضت قيمة الاستثمارات، ينخفض سعر الصندوق بالمثل.
ببساطة، أداء الصندوق هو متوسط أداء الأصول التي يمتلكها. لذلك، من المهم معرفة مكونات الصندوق الذي تستثمر فيه، لأن أداء كل صندوق يختلف حسب استثماراته.
كما تعد صناديق المؤشرات المتداولة خياراً جيداً للمستثمرين لأنها غالباً ما تكون منخفضة التكاليف. يرجع ذلك إلى أنها تعتمد على استراتيجيات الاستثمار السلبية، مما يعني أنها تتبع مؤشراً معيناً بدلاً من الاستعانة بمديرين محترفين لاختيار الاستثمارات. هدف الصندوق السلبي هو مواكبة أداء المؤشر المتبع، وليس التفوق عليه.
كما توفر صناديق المؤشرات المتداولة جميع المزايا التي ذكرناها سابقاً، مثل الحد الأدنى المنخفض للاستثمار، التنويع، والاستثمار في مجالات محددة أو تفضيلات معينة، وتعدد الخيارات.
ملخص الدرس:
اكتسبت صناديق المؤشرات المتداولة شعبية كبيرة في شركات العقود مقابل الفروقات ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.
إحدى استراتيجيات الاستثمار المفضلة - وهي شراء صندوق مؤشر S&P 500 والاحتفاظ به - أوصى بها المستثمر الشهير وارن بافيت.
على الرغم من أن تدفقات الاستثمار في هذه الصناديق قد تتأثر بتقلبات السوق، إلا أن الاتجاه نحو الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة يبدو واضحاً ومستمراً على المدى الطويل.
الخاتمة
تظل صناديق المؤشرات المتداولة خيارًا جذابًا للمستثمرين نظرًا لمزاياها المتعددة مثل التنويع، التكلفة المنخفضة، والمرونة في التداول. ورغم أن أداء هذه الصناديق يعتمد على الأصول التي تحتويها، فإنها تظل استثمارًا مناسبًا للمبتدئين والخبراء على حد سواء. مع استمرار انتشار هذه الصناديق، يُتوقع أن يظل الاتجاه نحو الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة مستمرًا، خاصةً مع تحسن كفاءتها الضريبية وانخفاض تكاليفها.
يمكن استخدام الحروف العربية والانجليزية والأرقام وعلامات الترقيم فقط
رقم الهاتف من 10 الى 15 رقم